|
شباب وها هي لجنة الشباب في جمعية تنظيم الأسرة تقوم بتنفيذ برنامج كامل لتطوير مكون الصحة الجنسية والإنجابية للشباب في كل من ريف دمشق ودير الزور، وقد زرنا مركز ريف دمشق في الحجر الأسود للتعرف على عمل الشباب من خلال مركز المشورة والذي يعمل بالتعاون مع اليونيسيف ووزارة الصحة، حيث يسعى المركز للعمل مع الشباب وأسرهم من خلال لقاءات متواترة تتم فيها مناقشة أي مشكلة اجتماعية أو صحية أو دراسية، ويقول غيث حلواني المنسق العام للبرنامج: بدأنا بالبرنامج منذ عام ونصف، واخترنا منطقة الحجر الأسود لأنها منطقة مخالفات وفيها كثافة سكانية عالية ومن عدة أقطار، حيث تضم بالإضافة للفلسطينيين والسوريين والعراقيين، وما يسر عملنا هنا وجود شباب كنا دربناهم على توعية زملائهم وأقرانهم على مخاطر( المخدرات- الزواج المبكر- الاستغلال الجنسي للأطفال، وغيرها) واعتمدنا في عملنا أسلوباً جديداً بعيداً عن التلقين هو الحوار المفتوح والصوت والصورة، أي قمنا بتنفيذ مسرحيات يضم محتواها رسائل التوعية ومنها مثلا مخاطر الإدمان وخاصة على على المواد الرخيصة التي يلجأ اليها شباب ويافعو المنطقة، وشيئا فشيئا بدأنا نتجاوز الصعوبات ورغم مساعدة منظمة الشبيبة لنا في الوصول الى المنطقة الا أن المنطقة تفتقر الى جمعيات تنموية، فهي منطقة كثافة سكانية وفيها فجوات وتحديات عديدة تحتاج للعمل المتواصل وهذا يتحقق بتضامن جهود الجميع وشراكاتهم. ويقول محمد نجم خليل منسق المركز: لم يكن دوري كمدرب فقط أو منسق للمركز، فقد ساعدني أنني ابن المنطقة أن أحقق التواصل بين المحاضرين والمشاركين من الشباب ومناقشة العناوين التي يرغبون بمناقشتها، بالأضافة الى جمع المعلومات عن الاحتياجات، وهذا ما كان يساعدني به الزملاء المدربون طوال فترة البرنامج والذي سينتهي بعد شهر، حيث ننفذ خمسة أيام نشاط عدا أيام الامتحانات وتضم انشطتنا عرض فيلم، ومحاضرات، وارشاد صحي نفسي واجتماعي، وحوارات مفتوحة لمواضيع يقترحها الشباب أنفسهم، ومنها الزواج المبكر وزواج القاصرات وارتباطها بإعاقات الأطفال وسوء الرعاية والتربية وما ينجم عنها من مخاطر صحية ونفسية لللأم الصغيرة واطفالها، كما ناقشنا وصول اليافعين الى مرحلة الإدمان على المواد الرخيصة والتي يسهل الوصول اليها كالتنر والشعلة وشراب السيمو، وكلها مواضيع لاقت صدى عند الأهل والشباب، ووجدنا من خلال لقاءاتنا أن التسرب المدرسي هنا كبير ويفتقر الطلاب للتوجيه والمتابعة، ويضيف عن المعوقات التي اعترضت البرنامج: أن عادات المنطقة بالاضافة لعدم تقبل الموضوع بسهولة فانها أيضا تجعل الإناث أقل من الذكور وخاصة في البداية، ولكن اليوم ومع قدرة الزملاء على اقناع اهلهم وشقيقاتهم ارتفعت نسبة مشاركة الفتيات الى الثلث. وجوه وأقنعة وهي عناوين العروض التي أعدها المشاركون وقدموها في المركز الثقافي في الحجر الأسود ويحدثنا مخرج العملين الهاوي سمير علي بالقول: ارتجلنا نحن المشاركين في انشطة المركز العملين من العناوين التي ناقشها الشباب كالتسرب المدرسي، والأفلام الإباحية وخطرها وكيفية الترويج لها وضرورة التصدي لها ومنعها وخاصة أن ضحاياها من اليافعين، هذا في عرض وجوه الذي قدمناه الأسبوع الماضي وقد امتلأت الصالة بالحضور من الأهالي والشباب انفسهم، أما العرض الثاني وهو أقنعة فقد حاولنا التعمق أكثر ودخلنا على الحالات النفسية ونتائج المشاكل التي قدمت في العرض الأول، وما الظروف التي هيأت لكل مشكلة. معرفة ومهارات تواصل أما المشاركون من الشباب والذين اقتنعوا بالبرنامج وأصبحوا من رواد مركز المشورة فيرون ان الفائدة التي حققوها متعددة ومتنوعة، فيقول سلطان أحمد وهوطالب معهد لغة عربية: في البداية ترددت في المشاركة رغم الفضول الذي تشكل عندي لأن هناك من كان يعارض ولكن عندما بدأت أستمع للمعلومات وخاصة الصحية والموثقة من وزارة الصحة عن الأمراض المنقولة جنسيا أو عن مرض الايدز وعن العدالة الاجتماعية بين الذكور والإناث عبر كلمة (جندر) غيرت رأيي وأصبحت أقنع زملائي لأنه كما توضح لي أن التسلح بالمعرفة ضروري للتصدي لأي مشكلة. ويضيف حسام عبد القادر وهو طالب بكالوريا: كنت دائما أستاء عندما أرى يافعين صغار يسعون لإثبات ذاتهم ورجولتهم عبر تعاطي المواد المخدرة أو الدخول في عراك، وعندما شاركت بأنشطة المركز ووجدت انها فرصة لتوعيتي ونقل هذا الوعي الى غيري رغم أنه عمل ليس سهل ويحتاج لتضافر الكثير من الجهود، وأنا سعيد لأنني أصطحب أختي، فجميعنا عنده مشاكل اجتماعية مع أسرنا او مدارسنا وهنا يمكننا مناقشتها وبسرية . ويضيف الشاب أحمد خليل: من الأمور المهمة التي استفدنا منها مهارات التواصل بطريقة الجلسة والاصغاء وكيف نطرح المواضيع ، كيف نتلقى ثم كيف نعطي، وثقافة الأقران، واستفدنا من قاعدة معرفية كبيرة وأصدقاء جدد، وبهذه الطريقة نعرف محيطنا الاجتماعي أكثر ويصبح لنا دور أكبر لننا في منطقة مخالفات ولها احتياجاتها الكثيرة. |
|