تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ماذا يعني نشر روسيا صواريخ اسكندر؟

عن موقع : Voltairenet
شؤون سياسية
الاثنين 23-12-2013
ترجمة: دلال ابراهيم

استدعى ما يعرف بالدرع الصاروخية للولايات المتحدة الأميركية المنشور في أوروبا أول رد واضح من الجانب الروسي على هذا السلاح العدواني، والذي جاء عبر نصب صواريخ اسكندر في مدينة كالينغراد. وهذا يعني أن مرماه يصل إلى برلين. ولكن ما معنى هذا التصعيد؟

الخبر الذي نشرته صحيفة بيلد الألمانية، ويفيد أن روسيا ستعمل على نشر صواريخ اسكندر بقدرات نووية في محيط مدينة كالينغراد رداً على نشر (الدرع الصاروخية) سقط في فراغ المعلومات، الأمر الذي جعله مبهماً وغير مفهوم من جانب عدد كبير. وفي حال ثبت صحته نتساءل: لماذا هذا « الجانب العدواني من قبل الرئيس بوتين» ؟ لماذا لا تريد روسيا أن تحمي الولايات المتحدة حليفاتها الأوروبيات بهذه الدرع؟ ومن ثم، ألم يتخل أوباما عن هذه الدرع المصممة من قبل سلفه بوش؟‏

يصرون في واشنطن، من ناحيتهم على الزعم أن هذه الدرع في القارة العجوز ليست موجهة ضد روسيا، بل ضد تهديد الصواريخ الإيرانية. بينما تعتبره موسكو، على العكس من ذلك بمثابة محاولة للحصول على ميزات استراتيجية حاسمة أمام روسيا، حيث يمكن للولايات المتحدة في تلك الحالة توجيه الضربة النووية الأولى، بالاعتماد على قدرات « الدرع « من أجل إبطال آثار مفعول ردود الخصم. وتقضي خطة أوباما الجديدة التي أطلقها بنشر عدد أكبر من الصواريخ المدعومة ضد الأراضي الروسية. وبما أن الولايات المتحدة هي التي تسيطر عليها، لا يعرف أحد ما إن كانت تلك الصواريخ اعتراضية أم صواريخ نووية. فضلاً عن أنه بوسع البنتاغون إلى جانب أجهزة الرادار الجديدة المنصوبة قريباً منها، رصد الأراضي الروسية بشكل أفضل. وقد سارعت واشنطن في تنفيذ الدرع عقب رفضها مرة أخرى مقترحاً روسياً ينص على إدارة رادار كابالا المنصوب في أذربيجان بشكل مشترك مع روسيا.‏

ومنذ شهر آذار المنصرم بات من المؤكد أن الولايات المتحدة بصدد المباشرة بنشر 24 صاروخاً في بولونيا وكذلك في رومانيا، إضافة إلى نشر عدد غير محدد من صواريخ Aegis على متن القطع الحربية في المتوسط المرتبطة برادار فائق القدرات فوق الأراضي التركية ورادار متحرك يمكن نشره بسرعة عالية في موقع متقدم. وفي نفس الوقت أعلنت بولونيا أنها سوف تنفق 33,6 مليار يورو لتنفيذ (بتكنولوجيا أميركية) درعها الخاصة ودمجها مع درع الولايات المتحدة/ الناتو.‏

أما في شهر أيار فقد أعلنت شركة لوكهيد مارتن أنها قامت خلال عام واحد بإجراء أربعة اختبارات ناجحة على صاروخ من نوع Aegis من الجيل الثاني وأنه من المقرر أن يزداد عدد السفن المزودة بهذا النظام من 27 سفينة حربية إلى 32 سفينة خلال عام 2014. وجرى في شهر تشرين الثاني في القاعدة الجوية ديفيزيلو في رومانيا البدء بأعمال التأسيس الأرضي لصواريخ Aegis التي يمولها البنتاغون بمبلغ 100 مليون يورو، ومن المقرر أن تصبح جاهزة للعمل في عام 2015. في حين ستظل القاعدة شكلياً تحت القيادة الرومانية، ولكن تركيب الصواريخ سيشرف عليها 500 عسكري أميركي.‏

هذا وقد بدأت في شهر تشرين الثاني الاختبارات النهائية لأنظمة Meads (أنظمة دفاع جوي متوسطة المدى) بالاشتراك بين الولايات المتحدة وإيطاليا وألمانيا، وهذا النظام هو نوع من السلاحف يمكنه إلى جانب صواريخ متطورة حماية القوات المهاجمة لأراضي الخصم. ومن جانبها، بدأت الولايات المتحدة تنسحب من هذا البرنامج بعد إنفاقها حوالي 2 مليار دولار، من أجل تركيز جهودها على أنظمة أخرى، وحازت كل من إيطاليا وألمانيا عليه (اللتين تكفلتا على التوالي بدفع 15% و25% من التكاليف) ومن المحتمل شدهما بولونيا إليهما من أجل أن تحمل معهما عبء التكاليف المرتفعة لهذا النظام. وهذا النظام من شأنه تعزيز «الدرع» التي تتطلع الولايات المتحدة إلى تطويرها من خلال إنفاق مئات مليارات الدولارات خلال العقود المقبلة.‏

ومازلنا في شهر تشرين الثاني، حيث أكدت بولونيا أن المئات من القنابل النووية B61-11 التي أبقت الولايات المتحدة عليها في أوروبا قد تحولت إلى B61-12 التي يمكن استخدامها أيضاً كقنابل مضادة للدروع. وهذه القنابل المصنفة رسمياً بقنابل نووية تكتيكية، إلا أن نشرها في أوروبا وبالتالي اقترابها من الحدود الروسية أصبحت استراتيجية (تصنيف يشمل الأسلحة ذات المدى البعيد الذي يصل إلى 5500 كم) وبهذا تضاف إلى 2150 رأساً نووياً استراتيجياً أميركياً وأكثر من 500 رأس نووي فرنسي وبريطاني جاهزة للإطلاق ضد 1800 رأس نووي روسي. وبعدها مباشرة انتهت شركة لوكهيد مارتن من الاختبار في مدار القمر الثاني Muos (تم إطلاقه في تموز) الذي عهد إليه الاستخدام العملياتي للقيادة الاستراتيجية التي جمعت قيادة القوات النووية إلى قيادة العمليات الفضائية.‏

وضمن هذا السياق، ليس مستغرباً إلغاء الرئيس بوتين مجموعة العمل التي تم تشكيلها في عام 2011 الهادفة إلى إيجاد صيغ للتعاون مع الناتو ضمن مجال الدفاع الصاروخي. وأعلن في نفس الوقت أن وحدات روسية سوف يتم تسليحها بصواريخ اسكندر وصواريخ yars البالستية الاعتراضية المتحركة من الجيل الحديث، والتي يمكنها أن تحمل لغاية عشرة رؤوس نووية.‏

‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية