|
ثقافة تجولت أحداث العرض المسرحي (ماريات حكاية وطن) لفرقة أجيال للمسرح الراقص، من تأليف وسينوغرافيا (عدنان عبد الجليل)، إخراج (مجد أحمد)، (باسل حمدان).
جمع العرض في لوحاته المتنوعة صور ومشاهد غنية، حيث استحضرت في مفرداتها كل ما يعكس قصص ثقافة عريقة وتاريخاً مشرق، اتسم بالممانعة والمقاومة لكل طاغ، طمع بتلك الأرض، فكانت عصية عليه. رحلة السوريين في الزمن كانت ناصعة الجبين، شامخة دوما، إذ دحر السوريون المعتدين دوما، وقد أخبرتنا حكايا الوطن الزاخرة بالبطولة والتضحية، أخبرتنا قصائد الشعر، والأشعار التي مجدت الوطن والشهادة، منذ الزمن القديم وحتى وقتنا الحاضر، لان العرض اعتمد على وقائع تاريخية وحكايا، ووضعها ضمن صياغاته الفنية المتعددة التي اعتمدت على فنون متنوعة، فكان منها الغناء، والذي توج الأغاني الوطنية والأهازيج التراثية بأغنية للشهيد للشاعر محمود درويش، بعد أن تلاحقت مشاهد العرض الانتقائية لمفردات هوية ثقافية، أتقنت كيف تختار معطياتها الفنية والمسرحية، كي تكون في سياق خصوصية إبداعية، التزمت بدقة بحرفياتها، خصوصا أنها مستقاة من صميم التراث في أي مجال إبداعي قدمته، فكانت الكلمة الشعرية الجميلة التي تتغنى بالوطن والإنسان والكرامة، ترجمتها موسيقا وحركات تعبيرية راقصة،جنبا إلى جنب اللوحات الدرامية، فقدمت صياغات جمالية مختلفة، كانت جمعيها في خدمة العرض المسرحي. جسد أسلوب العرض وفكرته ثنائية متناغمة، فكان التكامل بين الشكل والمضمون، وشكلت معطياته الفنية والمسرحية والدرامية تساوقا خاصاً، اتجه إلى الإعلاء من شأن الوطن وإنسانه وثقافته، وذلك عبر لغة فنية متقنة، نهلت من الثقافة التراثية من حكاياتها وأمجادها ورموزها، دون أن ننسى الإشارة التي رسخها العنوان ماريات حكاية وطن، قاصدا تواريخ وحضارات تلك الأرض نسبة إلى مملة ماري المملكة العريقة في التاريخ القديم لسورية، حيث يرمز إلى استمرارية سورية كمنارة، لن يقوى عليها الظلام. كل تلك المفردات الثقافية الراسخة والوطنية والتراثية، ظهرت عبر تفاصيل العرض التي جمعت آداباً وفنوناً كثيرة، منها الرقص الغناء، الشعر، الموسيقا، حيث إتقانها وجه لإبداع مشاهد فنية مبهرة تتغنى بالوطن تاريخا وحضارة، جنبا إلى جنب الترسيخ الدائم وإحياء هذا التراث الثقافي الحي، وخصوصيته التي تجمع بين سطورها حب الوطن وقيم عزته... |
|