تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التسخين الروسي يصل الأيدي الأميركية

معاً على الطريق
الأحد 20-9-2015
أحمد ضوا

أشعلت التصريحات والتحركات الروسية بشأن الحرب الإرهابية على سورية النقاش على المستوى العالمي، وحركت المياه الراكدة الملونة بالدماء التي تسفكها

التنظيمات الإرهابية المدعومة خليجيا وإقليميا وغربيا بشتى أنواع الدعم.‏

ان الزخم الروسي جاء بعد استنفاد كل فرص الحوار والنقاش مع الولايات المتحدة الاميركية التي تقود وتوجه الحرب الإرهابية على سورية.‏

القرار الروسي لم يكن وليد الخطر المستشعر في سورية بل المخاوف الارهابية التي تهدد روسيا والعالم جراء الامتداد السريع للتنظيمات الإرهابية في الحديقة الخلفية لروسيا الممتدة من أفغانستان مرورا بتركيا الدولة الداعمة لتنظيم /داعش/ الإرهابي وانتهاء بالمخاطر الكبيرة التي يرتبها انضمام مجموعات إرهابية من القوقاز والبلقان الى التنظيمات الارهابية في العراق وسورية .‏

القراءة الأولية للتحرك الروسي سياسيا وعسكريا لخصها على أفضل وجه وزير الخارجية والمغتربين السوري وليد المعلم بقوله إن هذا التحرك شكل صحوة للغرب ودفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن مواقفها، تُرجم ذلك بترحيبها بالتدخل الروسي لمكافحة /داعش/، وإبدائها الرغبة بالتنسيق العسكري مع روسيا لمكافحة هذا التنظيم الإرهابي وهذا يُحدث أثرا في الغرب.‏

من المؤكد أن التحرك الروسي الذي يتطابق مع الرؤية السورية لوقف الحرب على الشعب السوري جدي، ويسير في إطار مكافحة الإرهاب ووفق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الأخيرة بشأن التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وفي مقدمتها /داعش/ و/النصرة/، ويوضح رد الفعل الاميركي الذي تفاعل في اطار الصدمة مع التحرك الروسي من باب مسايرته، و ليس للسير معه تحقيقا لأهدافه بل لاستنباط أهداف هذا التحرك ومعرفة حدوده وآلياته.‏

في الأيام القادمة ستتوضح حقيقة وآليات التحرك الروسي لمكافحة الإرهاب, وإيجاد حل سياسي للازمة في سورية ومحددات ذلك، وأيضا ستبرز اكثر ردود الفعل الأميركية والغربية على « المفاجأة الروسية وفقا للتوصيف الاميركي وخاصة في ضوء التطورات على ارض الواقع، والمفرزات المستمرة لإجرام التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق إقليميا ودوليا وعلى رأسها قضية المهاجرين .‏

إن أبرز ما يميز التحرك الروسي هو انطلاقه من قواعد القانون الدولي واحترام سيادة الدول، ومسؤولية ودور روسيا كقوة عالمية في حفظ الأمن والاستقرار الدولي، إضافة إلى القناعة الثابتة لدى القيادة الروسية بأن الجيش العربي السوري هو القوة الفاعلة حتى الآن في مكافحة الإرهاب، وليس الاستعراض الذي يمارسه إعلاميا تحالف الولايات المتحدة والذي كانت أبرز نتائجه على الأرض توسع‏

تنظيم /داعش/ الإرهابي أفقيا وعموديا في العراق وسورية.‏

منذ الأيام الأولى للتحرك الروسي, ظهرت بوادر إيجابية في الجانب السياسي على مستوى المحددات الأميركية، والسبب يعود إلى الإصرار الروسي على رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وفرض أجندات خاصة على شعوبها، حيث كان القرار الروسي بتنحية أي طرح من هذا القبيل جوهريا في دفع القوى المضادة الى المناورة وطرح شروط أخرى تخدم الهدف ذاته إلا أن الجانب الروسي كان يقظا‏

لمثل هذه التكتيكات السياسية، ما دفع الولايات المتحدة وأدواتها في الغرب والمنطقة إلى الارتباك والبحث عن مسلك ومناورات جديدة ودراسة تغيير خططهم العدوانية تجاه الدولة والشعب السوري.‏

لا شك في أن التحرك الروسي أعطى دفعا لمسار انتصار الدولة والشعب والجيش العربي السوري والذي سيتم مع القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية.‏

لقد فاجأت القيادة الروسية بتحركها القوي والمدعوم سياسيا ولوجيستيا وعسكريا كل القوى التي تدعم التنظيمات الإرهابية، ومن الخطأ القول إن هذا الطرف سيستسلم فالعنجهية الأميركية والتكابر العربي الإقليمي سيكونان في المواجهة ولكن القرار الروسي ومعه الجيش العربي السوري كفيلان بمكافحة الإرهاب وهزيمة داعميه.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية