|
حدث وتعليق فالعقلية الاستعمارية غير المدركة لحقيقة الشعب السوري هي ذاتها غير الواعية لإرادة السوريين الرافضين لأي مخرج لا يرتقي إلى المصلحة الوطنية العليا أو يتناسب مع حجم التضحيات خلال سنوات الحرب الظالمة. تلك الحرب التي استخدمت أدوات الظلم بكل عناوينها من مرتزقة إرهابيين إلى غطاء سياسي لشرعنتها سرعان ما تبددت أمام خيبات الأمل المتلاحقة لمنظري الساسة الدوليين، والتي تزامنت مع تصاعد أصوات الدول الصديقة المعارضة لهذه السياسات غير القانونية والأخلاقية. إضافة إلى بعض الدول الأوروبية الذين بدؤوا ولو بشكل خجول استدراك بعض المواقف المهينة التي أعادت دولهم إلى عصر التخلف والانحطاط بعد أن باتت إرادتهم مرهونة للأمريكي ومشاريعه المارقة، لكن هذا الاستدراك الأوروبي لم يأت نتيجة وجدان أو صحوة ضمير أو اعتراف بقرارات دولية وإنما ناجم عن استدراك الخوف من المستقبل. كل هذا يتزامن مع صعود ورقة جديدة للاستثمار السياسي تتمثل في سباق أوروبي محموم للاجئين السوريين والهدف إظهار أوروبا كحام للقيم البائسة التي لم تصدق وأوروبا رهينة سياسات العداء لوطننا، ناهيك عن أننا لن نسمع أصواتاً حقيقية تمثل صحوة الضمير الأوروبي لتعلن أن اللجوء نتيجة الحصار والإرهاب الغربي والعقوبات بهدف تفريغ سورية من كوادرها. لكن ماراتون اللجوء فضح الأضاليل الغربية وأعراب التصحر بما يدعونه من مواقف إنسانية سقطت ومن دون رجعة بعد أن أوصدت أبوابهم دون أن نسمع صراخ ما يسمى الائتلاف الوطني أو إدانة، لنرى كم من ورقة توت يجب أن تسقط لتكشف عوراتهم وجرائمهم. لا شك أن سورية تدرك تماماً ما يكنه الغرب المستعمر من تبدلات وتحولات فهي القادرة على امتطاء الجواد في لحظة السباق المناسبة لتصل في النهاية إلى رابح متقدم. فلولا التقدم وصمود الميدان لما شهدنا استدراكاً أوروبياً ولا دعماً روسياً لمشاريع الاستعمار الجديد. |
|