|
فضائيات مضى وقت طويل والفضائيات تقتات على أخبارنا، الخبر السوري، بشكلها السياسي، والاقتصادي، والعسكري.. ويبدو أنها ملت من الانواع السابقة كلها.. هاهي أخيرا تبتكر وتتفنن في اخبارنا الانسانية.. بعد أن تنتهي من اخبار المعارك، وسعر صرف الليرة، تنطلق وكأنها تستغيث بالجديد قبل أن تبرد نار متابعيها.. وأخيرا تلقفت الإنساني.. لا لتساعد أولئك البشر المعذبين، بل لتستبيح معاناتهم.. لتستهلكها، خارقة كل المعايير المهنية والأخلاقية..! تجعل حالنا مزريا، كيف لا وهاهي الكاميرات تسلط نورها على كل ما من شأنه أن يسيء لسمعة السوريين، لاتفكر بالتخفيف عنهم، بتعامل راق مع معاناة بشر اجتمع الكل لينهش بهم وكأنهم الوليمة المفضلة..! ولكن لم الاستغراب.. بعد كل هذا الوقت ألم نعتد على إعلام يحاول بشتى الوسائل أن يظهر أجمل ما في بلدانهم.. يصر على تماسك شعوبهم ويرفض اختراقهم.. أما نحن فبعد أن قسم وفرق وشتت..ها هو ينطلق الى رحلات اللجوء...يسلطون الضوء على وجع لانهائي بفضلهم، لايقدمون المساعدة..ولاحتى جرعة ماء.. بل كاميرا تلتقط الإنهاك والرعب في أفظع حالاته وكأنها تحتفي بعرس بهي..! لماذا يصرون على الاستمرار في الإساءة إلى السوريين..هل هو نهج إعلامي جديد.. أم أنهم يحذرون مواطنيهم.. ؟ بعد مضي سنوات خمس مازالت تصر الفضائيات على النهش بنا، فرق كبير بين احساسك وانت تتابع خبر الاخرين..وبين ان يكون الخير يمسك ويمس اهل بلدك..! |
|