تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فصول إضافية من حكايات اللاجئين .. البحث عن طرق جديدة لمواصلة الدرب.. «إنسانية» الغرب تترجمها جدران الصد والغازات المسيلة للدموع

الثورة- رصد وتحليل
صفحة أولى
الأحد 20-9-2015
تتعاظم الصعوبات، وتكثر المعوقات في وجه اللاجئين مع كل عقبة توضع في طريق وصولهم إلى الهدف المتبع، ليضاف لجملة مآسيهم مأساة.. فبعد الإرهاب ووحشيته، وعراكهم مع أمواج البحر..

بالإضافة لخطر المهربين وتجار الموت, بدأ اللاجئون يصطدمون بعائق القرارات الأوروبية التي تنص على احتواء هذه «الأزمة» على حد تعبيرهم وذلك مع استمرار توافد المهاجرين إلى أوروبا،‏

هنغاريا التي أصبحت تخوض حربا كلامية مع جيرانها في الجنوب من أجل التعامل مع المهاجرين الفارين من الحرب والإرهاب في الشرق الأوسط وأماكن أخرى تعمل لاحتواء الأزمة من خلال دعم حدودها بجنود احتياط، الأمر الذي استدعى تغيير اللاجئين لخططهم في رحلتهم نحو الغرب.‏

ونقلت وكالة الأنباء الهنغارية الرسمية أمس عن وزير الدفاع استيفان سيميسكو قوله إنه قام بدعوة بعض جنود الاحتياط للمساعدة في التعامل مع أزمة المهاجرين، واتخذ هذا القرار بناء على طلب من رئيس الأركان العامة.‏

وقالت الوكالة إن جنود الاحتياط سيعملون بشكل أساسي في المواقع العسكرية التي خلت نتيجة نشر الجنود على الحدود.‏

ســـــــــــلوفينيا.. الشــــــــرطة تفـــــــرق‏

مهاجرين بالقنابل المسيلة للدموع‏

وفي مشهد أكثر مرارة، وبعد أن شهد معبر هارميتسا توافد المئات من المهاجرين في محاولة لاجتياز الحدود إلى سلوفينيا من كرواتيا رغم حيلولة الشرطة دون ذلك، بعد أن طلب اللاجئين في وقت سابق الدخول إلى سلوفينيا وقوبل طلبهم برفض تلته مشاحنات في معبر هارميتسا واضطرت فرقة مكافحة الشغب للتدخل.‏

ساعة من التوتر تلاها استخدام الشرطة للقنابل المسيلة للدموع ضد المهاجرين الذين حاولوا اختراق قوات الشرطة على الجسر القائم على الحدود بين كروتيا وسلوفينيا.‏

وكان رئيس الحكومة السلوفينية ميرو سيرار أعلن احتمال إقامة بلاده ممرات ترانزيت للمهاجرين في حال استمروا بالتدفق بأعداد كبيرة، كي يتمكنوا من الوصول إلى أوروبا الغربية.‏

وقال في بيان بعد اجتماع مجلس الأمن القومي «في حال أصبح ضغط اللاجئين كبيرا فإن سلوفينيا سوف تبحث بالتأكيد إقامة ممرات مع كل الدول المعنية».‏

وسجلت السلطات السلوفينية الجمعة أكثر من ألف مهاجر دخلوا البلاد في حين أن 700 آخرين ما زالوا ينتظرون على الحدود.‏

من جهتها، صرحت سفيرة سلوفينيا في ألمانيا في مقابلة نشرتها صحيفة «راينيشي بوست» أن بلادها مستعدة لاستقبال عدد يمكن أن يصل إلى 10 آلاف» مهاجر إذا تقدموا بطلبات لجوء إليها.‏

وقالت السفيرة مارتا كوس ماركو «عندما يتقدم اللاجئون بطلب لجوء إلينا نستقبلهم ونحميهم. لدينا قدرة على تحقيق ذلك ويمكننا استقبال حتى عشرة آلاف منهم».‏

وأضافت «سنتحرك طبقا لقواعد اتفاقات شينغن ودبلن، وفي الوقت نفسه سنبقى إنسانيين».‏

مقدونيا تمدد حالة الطوارئ‏

على صعيد آخر، وافق البرلمان المقدوني على مشروع قانون تمديد حالة الطوارئ على الحدود الشمالية والجنوبية للبلاد مع اليونان وصربيا حتى 15 حزيران 2016، وذلك بسبب أزمة اللاجئين، حسبما ذكرته وسائل الإعلام المحلية.‏

وكانت السلطات المقدونية أعلنت عن وصول مئات اللاجئين إلى أراضيها خلال اليومين الماضيين، قادمين من اليونان، في طريقهم إلى دول أوروبا الغربية، معظمهم من السوريين.‏

ويحاول طالبو اللجوء مؤخرا، المرور عبر طريق جديدة مبتعدين عن هنغاريا للوصول إلى أوروبا الغربية عبر كرواتيا وسلوفينيا، مع بقاء كل من اليونان ومقدونيا وصربيا محطات لابد من المرور بها.‏

تضليل اللاجئين‏

أعلنت هيئة دنماركية مكلفة بمراقبة العمل الحكومي أنها تحقق في إعلانات نشرتها السلطات الدنماركية في الصحافة اللبنانية قد تكون «مضللة» للاجئين السوريين بشكل خاص.‏

وقال يورغن ستين سورنسن مدير هذه الهيئة المكلفة بالتحقق من تطابق قرارات السلطات الرسمية مع القوانين الوطنية في بيان أنه طلب من الحكومة أن تقدم إيضاحات عن هذه الإعلانات التي نشرت مطلع أيلول في أربع صحف لبنانية.‏

وقال مدير الهيئة في بيانه إن هذه الإعلانات في حال أخذت بمعزل عن أي عامل آخر تعتبر «صحيحة عمليا»، فإن دمجها بعوامل أخرى يجعلها تقدم «صورة مضللة» عن سياسة الهجرة الدنماركية «خصوصا للاجئين السوريين».‏

وأضاف ستين سورنسن «في هذه الحالة قد يكون اللاجئون اقتنعوا بناء على معلومات مضللة بعدم تقديم طلبات لجوء إلى الدنمارك». وفق وكالة فرانس برس.‏

وجاء في الإعلانات أن المساعدات الاجتماعية التي تعطى للقادمين الجدد إلى الدنمارك خفضت «حتى 50 بالمئة» وأن لم الشمل لم يعد مسموحا به خلال السنة الأولى لحاملي القامات المؤقتة.‏

وللبقاء في الدنمارك على المهاجرين واللاجئين إتقان اللغة الدنماركية، حسبما جاء في الإعلان، الذي حذر من أن الذين لن يحصلوا على إقامات «سيرسلون سريعا الى بلدانهم».‏

على العكس من ذلك نشرت جمعية دنماركية تحمل اسم «أهلا بالمهاجرين» مقالا هذا الأسبوع في صحيفة «دايلي ستار» اللبنانية الناطقة بالإنكليزية يدعو اللاجئين للقدوم إلى الدنمارك.‏

وقالت المسؤولة في هذه الجمعية ميكالا بنديكسن في المقالة إن فترة دراسة ملفات المهاجرين هي من الأقصر في أوروبا وفترة الانتظار للم الشمل بين أربعة وسبعة أشهر».‏

وأوضحت أيضا أن السلطات الدنماركية توافق على تسعة طلبات لجوء لسوريين من أصل عشرة وهي نسبة من بين أعلى النسب في أوروبا.‏

وكان المشرعون الدنماركيون قلصوا في قرار صدر مؤخرا بأغلبية ضئيلة المساعدات الاجتماعية التي تدفعها سلطات البلاد للاجئين إلى ما يقارب النصف.‏

وأوضحت وسائل إعلام دنماركية الاثنين 7 أيلول أن القانون الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ في 1 سبتمبر/أيلول فرض قيودا أخرى بهدف الحد من دخول اللاجئين إلى هذا البلد.‏

نصف مليون لاجئ عبروا‏

البحر المتوسط هذا العام‏

ذكرت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، أن عدداً قياسياً بلغ 473887 لاجئاً ومهاجراً عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا هذا العام بينهم 182 ألف سوري على الأقل، أو نحو 40 في المئة من إجمالي المهاجرين.‏

ويزيد هذا العدد الإجمالي نحو 9000 عن الرقم الذي أعلنته المنظمة ومقرها جنيف يوم الثلاثاء الماضي. لكن معدل الزيادة في أعداد اللاجئين تباطأ.‏

وكانت المنظمة ذكرت، يوم الثلاثاء الماضي، أن عدد المهاجرين الذين يعبرون المتوسط قفز بأكثر من 32 ألفاً منذ يوم الجمعة الماضي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية