|
سانا - الثورة وقالت الصحيفة إن الوثيقة التي تحمل صفة السرية والصادرة عن السفارة الأميركية في دمشق والموزعة على مختلف أجهزة الحكم الأميركية عبرت عن الانزعاج والقلق من استقرار الحكومة السورية ومن أن الرئيس الأسد بات أقوى مما كان عليه قبل سنتين ودعت الأميركيين إلى ضرورة استغلال نقاط ضعف الحكومة واقتناص الفرص للضغط على الرئيس الأسد وإفقاده توازنه .
ورأت الوثيقة أن نقاط الضعف التي يمكن العمل عليها هي استغلال قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري والمحكمة الدولية التي شكلت من أجله والإعلان عن نتائج التحقيقات من أجل إزعاج الرئيس الأسد ودفعه للتصرف بطريقة لا عقلانية . وبينت الوثيقة أهمية الاستفادة من عبد الحليم خدام رغم اعترافها بعدم وجود قاعدة شعبية لديه ونصحت بالاستمرار بتشجيع السعوديين على إتاحة المجال أمامه للظهور في وسائل الإعلام ومنحه الفرصة للتعبير عن رأيه وانتقاد النظام السوري وحثّ الحلفاء الإقليميين مثل مصر والسعودية للالتقاء بشخصيات معارضة أخرى مع تسريب ملائم لهذه اللقاءات بعد حدوثها . واقترحت الوثيقة الأمريكية إبراز فشل الإصلاح الاقتصادي في سورية وخاصة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية عام 2007من أجل إحراج الرئيس الأسد والعمل على ثني دول الخليج عن الاستثمار في سورية من أجل إفقارها . ودعت الوثيقة إلى إبراز شكوى الأكراد في سورية عبر تصاريح علنية بما فيها نشر خروق حقوق الإنسان لمضايقة النظام وإظهار الحرص على السكان الأكراد ولكن مع الحرص على عدم الذهاب بعيداً في دعم الأكراد من أجل استيعاب الشكوك العربية إزاء الأهداف الكردية . وأشارت الوثيقة إلى أهمية إعلان وجود ممرّ لمجموعات متطرفة في سورية ورغم اعترافها بأن الحكومة السورية تقوم ببعض الأعمال ضد مجموعات تعلن روابطها مع القاعدة لكنها تدعو إلى إعلان الجهود السورية ضد المتطرفين بطريقة تظهر ضعف الحكومة وبوادر عدم استقرارها ونتائج سياساتها . وأكدت الوثيقة ضرورة العمل على تأجيج الفتنة في سورية و إثارة النعرات بين المذاهب والتحذير من الخطر الإيراني وذلك بالتعاون مع النظام السعودي . وقال الكاتب في صحيفة الأخبار أسعد أبو خليل إن المرء يلمس نتائج الخطة الأميركية في الإعلام العربي الذي حفل في السنوات التي تلت كتابة هذه الوثيقة بمقالات عن التمدد الشيعي بما سمح للحاكم الأردني الذي يحكم في بلده أقلّ بكثير من السفير الأميركيّ في عمان بالتفوه بمصطلح الهلال الشيعي كي يكتسي التحريض المذهبي طابعاً محلياً وعربياً . وأضاف الكاتب إن الوثيقة تبين أن الحكومة الأميركية تعتمد على الأنظمة العربية كأدوات فقط وليس كحلفاء على طريقة العدوّ الإسرائيلي وهي تعلم ان إعلام النفط والغاز يعمل كبوق لكل ما ترتئيه الحكومة الأميركية من دعاية لمصلحة حروبها وحروب العدو الإسرائيلي . وبين الكاتب أنه ليس هناك ما يساعد في فهم ما حدث في سورية على مدى السنوات الماضية مثل هذه الوثيقة التي تظهر واشنطن مسؤولة بدرجة كبيرة عن تدهور الوضع وتحويل حالة سياسية إلى حرب مدمرة مع عصابات مسلحة تلقى الدعم والتمويل والتسليح من دول الخليج ومن الدول الغربية. وأكد أبو خليل أن هذه الوثيقة مخضبة بدماء الشعب السوري في وقت يذرف فيه جون كيري وباقي مسؤولي الإدارة الأميركية الدموع على المهجرين السوريين بينما لم يبلغ عدد اللاجئين السوريين المقبولين في أميركا العدد في قرية واحدة في جبل لبنان. وقال الكاتب إن الحكومة الأميركية خططت لخلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى في سورية للتأثير في الحاكم كما خططت وتخطط للحفاظ على الأنظمة العربية الموالية للحكم الأميركي مشيرا إلى أنها لا تريد ان تجعل من الحكم في اي دولة عربية أكثر رشاداً او نزاهة أو ديمقراطية بل تريد فقط ان تجعل منه أكثر مطواعية وانصياعاً لأوامرها. وحمل الكاتب الإدارة الأميركية في عهدي جورج بوش وباراك أوباما مسؤولية جمة بشكل مباشر وغير مباشر عن الدمار والدماء في سورية لافتا إلى أنها مشاركة بطريقة مباشرة في إنعاش ظواهر القاعديين في سورية من خلال ما أسمته نيويورك تايمز سياسة غض الطرف عن احتضان أنظمة الخليج للتنظيمات الإرهابية الجهادية وتسليحها ودعمها. وقال الكاتب يراد لنا أن نصدق أن الشعب السوري ذهب طوعاً إلى الحرب ومن دون تدخل خارجي أو تحريض أو تأجيج لا يتفق مع الأدوار الغربية والخليجية في المنطقة ولكن خزان ويكيليكس يحتوي الكثير لمن يريد أن يفهم السياسة الخارجية الأميركية من وثائقها هي وليس من الكتب المقررة التي تخدم الدعاية الأميركية عن نفسها في بلادنا . وأشار الكاتب إلى أن الوثيقة الأمريكية تصلح كي تبدد النزعات في الثقافة العربية التي تسخر من نظرية المؤامرة فقط من أجل التخفيف من وطأة التدخل الأميركي والإسرائيلي المباشر في شؤون كل بلد عربي. |
|