|
صفحة أولى وتحديد زاوية التصويب في الاتجاه المعاكس لأهداف التحالف الأميركي المزعوم، التائه بين فشل الاستراتيجيات، وخيبة الأمل من إرهابييه «المعتدلين». الموقف الروسي الصلب، المبني في الأساس على صمود الجيش والشعب السوري، بدأت تجد فيه الدول الداعمة للإرهاب سلماً للنزول عن الشجرة، ومدخلاً لتغيير أسلوب تعاطيها مع الوقائع على الأرض.. معظم الدول الغربية بدأت تسلم تدريجياً بالرؤية الروسية، وتعيد قراءة التحذيرات السورية من ارتداد الإرهاب، والولايات المتحدة أدركت سريعاً القدرة الروسية في إغلاق منافذ المناورات الأميركية المستقبلية كافة، وقطع الطريق أمامها على أي تهديدات محتملة للتدخل العسكري المباشر ضد دول المنطقة بحجة مكافحة الإرهاب. وأمام الإصرار الروسي على مواصلة الدعم لسورية في مكافحة الإرهاب، لم يجد الأميركي أي حيلة ، سوى التعبير عن القلق، المتجسد في طبيعة الحال بالخوف على مصير تنظيماته الإرهابية، لإدراكه بجدية وفاعلية المبادرة الروسية لمحاربة الإرهاب، ولم يجد بداً من إعادة طرق الباب الروسي للعمل على إيجاد حلول سياسية تجنبه الغرق أكثر في مستنقع الفشل، وتحفظ ما تبقى من ماء وجهه، التي تلاشت مع فقدان هيبته العظمى. أميركا في طريقها للتسليم بالأمر الواقع الروسي الجديد، وتراجع جون كيري الواضح عن الشروط المسبقة للحل السياسي ، لن يثير حنق رعاة الإرهاب في مملكة آل سعود ومشيخة قطر ونظام أردوغان وحسب، وإنما سيكرس في حال صدقت النيات لبدء مرحلة أخرى في التعاطي مع الأزمة ترتكز في أساسها على ما يتوافق عليه السوريون أنفسهم، خاصة أن برنامج البنتاغون التدريبي لم يسفر سوى عن بقاء خمسة إرهابيين «معتدلين» فقط، بعد اندحار الباقين و فرارهم أو قتلهم. وأوروبا أدركت منذ لحظة عقابها أميركياً بأزمة المهجرين، أن الحلول التي تجنب انقساماتها السياسية، وتحول دون انهيار اتحادها، تكمن في الحل السياسي للأزمة في سورية ، وهي تنتظر اليوم بفارغ الصبر ولادة المبادرة الروسية للحل السياسي، والتي من المتوقع أن يطلقها الرئيس فلاديمير بوتين على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتكون بداية لتحسين علاقات الغرب مع روسيا، وإعادة تصحيح مواقفه سواء فيما يخص أوكرانيا أم الأزمة في سورية ، وكل ذلك سيتولد من رحم الصمود السوري، وقوة التحالف الاستراتيجي بين سورية وروسيا. |
|