تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث.. «درونات النصرة».. خبرات ماكرون وماي برسائل بريد النفاق الغربي

صفحة أولى
الثلاثاء 4-12-2018
كتب ديب علي حسن

من واشنطن إلى باريس ولندن, وغيرها من عواصم الغرب الدعي يزداد العري الذي لا يمكن أن يستره شيء بعد الآن مهما كانت الملابس والترقيعات سميكة, فقد سقط حتى لحم الجسد النتن عندهم, باسم كل ما يمكن المتاجرة به من مصطلحات نافقوا وتاجروا وباعو واشتروا, من اليمن المذبوح كل لحظة, وأطفاله الذين لم تعد حتى العظام تقوى على حمل بقايا ما لم يمت على الجسد.

إلى ما نراه في الساحات العالمية, المشهد صاخب بقسوته, بدلالته, بكل ما يحمله, حتى ليكاد المتابع يشك أن ثمة عالماً اسمه غرب قد عرف يوماً ما موقفاً واحداً فيه شيء من الرحمة والإنسانية, لاشيء إلا المزيد من الدم والقتل والبكاء فوق جثث الضحايا التي تذبح ألف مرة, ولا يودع العالم مجزرة من موبقات وكبائر الغرب حتى تطل أخرى برأسها, وهل من فضيحة أكبر من الوقائع الآن في اليمن وإعلان واشنطن استمرار دعمها للعدوان السعودي على ما تبقى من عظام غضة في اليمن؟‏

وماذا عن المشهد الذي نراه في الشمال السوري, النظام التركي الغارق حتى النخاع بدعم وتسليح الإرهابيين الذين استخدموا السلاح الكيماوي عشرات المرات ضد المدنيين الأبرياء في أكثر من منطقة, وكان آخرها حلب, ومع ذلك صمت العالم الغربي عن هذا العمل الإرهابي الوحشي.‏

وتشير التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام العالمية إلى استعدادات النصرة وبدعم تركي إلى تركيب السلاح الكيماوي على طائرات الدرون التي وصلت المئات منها إليها وعن طريق تركيا, ناهيك عما أعدته النصرة بمساعدة خبراء غربيين من تحميل رؤوس كيماوية على مقذوفات تعمل على نصبها واستخدامها ضد المدنيين, وقد جربت ذلك في حلب, هل السكوت عما يجري غير حماقات وسجل خزي بحق من يدعي أنه قيّم على الحريات وصون العالم ومحاربة الإرهاب, وبالنهاية يعمل العكس تماماً.‏

إنه النفاق الغربي الذي سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً, وحرائق باريس ليست السعير كله, بل الشرارة التي ستتسع ليكون الحطب مساحات واسعة وحينها سوف يصعب الإطفاء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية