|
The guardian غازي صالح الطفل البالغ من العمر 10 سنوات يزن 8 كيلوغرامات. هو واحد من بين ملايين الأطفال ضحايا الجرائم التي تحدث ضد الإنسانية بشكل عام وضد الأطفال بشكل خاص في وقت يناقش مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً صاغته المملكة المتحدة يتضمن التماس لطيف للأطراف المعادية في اليمن.وكأنها تمنحهم تأشيرة على جواز عدوانيتهم وشرهم وتطلب منهم أن يأخذوا «حرصاً دائماً على الاحتفاظ بضرب الأهداف المدنية بما في ذلك تلك الضرورية لإنتاج الأغذية وتوزيعها ومعالجتها وتخزينها. ويرسم هذا على ما يبدو عالم قرارات جديد للأمم المتحدة لكن ما يكشفه الواقع هو حقيقة أكثر ظلمة وأكثر رعباً، قرارات تتعامى عن التحالف الذي تقوده السعودية المسلح من قبل بريطانيا والولايات المتحدة، والذي اتخذ منذ بداية العدوان في عام 2015 التجويع كسلاح لحربه ضد اليمن. وما الحصار المفروض على أي من الموانئ والمطارات المسيطر عليها إلا أسلوب لمنع وتخفيض إمدادات الغذاء إلى السكان اليمنيين الذين يعتمدون على الواردات لتناول الطعام، وبخطوة أكثر غدراً، وفي غياب الواردات، قامت القوات الجوية السعودية بتدمير الوسائل المحلية لإنتاج وتوزيع الغذاء داخل اليمن بشكل منهجي ومتعمد، واستهدفت قنابلها باستمرار الأراضي الزراعية ومزارع الألبان ومصانع تجهيز الأغذية والأسواق التي تباع فيها الأغذية. وتتابع الكاتبة عندما اطلعنا على أقوال معظم التابعين للنظام السعودي عن السبب المحتمل وراء استهداف تلك المواقع لحقول المحاصيل والآبار القروية يكون الرد: «في بعض الأحيان يتم ارتكاب الأخطاء». لكن هذه ليست أخطاء، هذه هي تكتيكات تحصل مع الأسلحة الحديثة المستخدمة عمداً من قبل مهندس حرب اليمن - ولي العهد محمد بن سلمان، ولم يكن يهتم كثيراً بالتأثير على السكان المدنيين في اليمن بل لجلب مناطق مسيطر عليها من أشخاص موالين له ولعدوانه. بريطانيا هي واحدة من المصدرين الرئيسيين للطائرات والأسلحة التي فرضت السعودية بها حصارها، ودمرت البنية التحتية الغذائية لليمن. إن الوقت قد حان للتصرف مع أن الأوان قد فات وكان من الممكن عدم حصوله وفي المحصلة بلغ الحد الأدنى 85،000 طفلاً ممن كانوا ضحايا بسبب سوء التغذية والمرض منذ بدء الحرب الرعناء في اليمن، بالإضافة إلى مئات الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب الغارات الجوية السعودية، لكن على رأي الأمم المتحدة لم يفت الأوان بعد فملايين الأطفال اليمنيين الذين حذرت الأمم المتحدة من أنهم على شفا المجاعة، والتي تتسبب فيها السعودية والتي تسيطرعلى البلاد حالياً يحتاجون للتحرك. وتتابع الكاتبة يجب أن نضمن الوقف الفوري للأعمال العدائية في اليمن، لا سيما حول الميناء الرئيسي وأرض المعركة في الحديدة، والفتح الكامل من دون عائق للوصول للإغاثة الإنسانية للمدنيين اليمنيين الذين هم في أمس الحاجة إليه. ولهذا الحدث الأولوية بالإضافة إلى الحاجة للمساءلة عن الدول والأفراد الذين تسببوا في هذه الأزمة وأوصلوا اليمن وشعبه إلى حافة المجاعة التي ترجّح الأمم المتحدة أنها ستكون الأسوأ مقارنة بالمئة عام الماضية، وباستخدام التجويع كسلاح للحرب مع انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني. هذا هو ما حدث وسيكون عاراً ليس فقط التواطؤ مع السعودية وحماية سمعة محمد بن سلمان فحسب، بل في تغطية الخسائر الفادحة من المجاعة التي ألحقها بأطفال اليمن. |
|