تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قمحٌ وانتشاءٌ

ملحق ثقافي
2018/12/4
ميساء محمد

في لحظة انتشاءِ الروح

حين سكبتُ ما بجعبتي‏‏

في رحم التكوين‏‏

عانقتُ التوحدَ مع الخالقِ‏‏

انتفضَ جسدُ الزيتِ المرقّدِ‏‏

وخمرُ الدّنانِ‏‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

أثملته الكؤوسُ المطرّزةُ‏‏

بمجرّات أنفاسٍ مشتعلةٍ‏‏

جمر وثغر كرز مدلّى‏‏

من أثداء نجمة‏‏

تائهُ الصحراء‏‏

حزينٌ على فقدٍ‏‏

كان قد شقَّ طرفَ ليلهِ‏‏

مازال يتكّئُ‏‏

على رماد كرسيٍّ مهترئ‏‏

بقايا صحنٍ‏‏

وأعقابُ سجائر التوت‏‏

فقاعاتُ مهلٍ في أسفل القاع‏‏

غانياتٌ يتسكعنَّ‏‏

فوق صدرٍ عارٍ‏‏

كان قد أُحرِقَ مرجُه‏‏

بشراراتِ برقٍ‏‏

أصابعٌ تشقُّ‏‏

نسغَ وريقاتِ تينٍ‏‏

ترشفُ ماءً‏‏

من رحمِ صخرةٍ رماديةٍ‏‏

تلاطمها قطراتٌ‏‏

من نهرٍ عابر‏‏

شرنقاتٌ من سرِّ اللّحظات‏‏

عالقةٌ هنا‏‏

طائرُ الزرزور يلتقطها‏‏

بمنقاره المدبّبِ‏‏

مواءٌ بالقرب من الحدودِ‏‏

تحت الأسلاكِ الشائكةِ هناك‏‏

ربّما هو إعلانّ‏‏

لحفلةِ زفافٍ غيرَ شرعيّةٍ‏‏

الصوتُ يهتزُّ‏‏

معلناً النصرَ اللا معلن‏‏

هم يحتفونَ بحرفِ النونِ‏‏

ونحن نحتفي‏‏

بلغةِ الانكسارِ‏‏

مائيَ المالحُ‏‏

يتجوّلُ في آخر اللّيلِ‏‏

يلفُّ خصراً‏‏

ويرتشفُ قطراتِ حياةٍ‏‏

تلك نارٌ‏‏

لموقدٍ كان‏‏

قد أشعلهُ أحدُهم ورحلَ‏‏

هو لا يعلمُ بأنَّ قصاصةً‏‏

ستصيبُ خيوطَ الفجرِ‏‏

فتشعلُ هشيمَ البيادرِ‏‏

سنابلٌ ممتلئةٌ بالغرورِ‏‏

ضاجعتْ مناجلَ الصّباحِ‏‏

فجاءت بحنطةِ الخطيئةِ العُظمى‏‏

رغيفٌ رسمه الجوعُ‏‏

في عينيِّ طفلٍ عابرٍ‏‏

عنفوانُ الجمرِ‏‏

يعلنُ الاستواءَ‏‏

الطينُ العابثُ بماء الجسدِ‏‏

النورُ العابرُ لرسمِ السماءِ‏‏

ثمّةَ شقوقٍ تنضحُ بالأمنياتِ‏‏

وطفلُ القمحِ‏‏

يحبو ليلتقطَ بذورَ‏‏

الانتشاء..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية