تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وراحتِ الأرضُ تشدوها لألفِ مدى

ملحق ثقافي
2018/12/4
عباس حيروقة

مازالَ في الشَّامِ يَجْلو ناظري بردى

ويَخْفقُ القَلْبُ إذْ ما قاسيونُ بدا‏‏‏

وتَرْقُصُ الرُّوحُ رقصَ المولويِّ إذا‏‏‏

ما كانَ في حَضْرةِ الأنوارِ مُتَّقِدَا‏‏‏

**‏‏‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

هي الشآمُ ..على أسوارِ قَلْعَتِها‏‏‏

حطَّ الفخارُ ..ولم يبرحْ ..هنا أبدا‏‏‏

والياسمينُ على أبوابِ حارتها‏‏‏

غَطَّى المآذنَ والصّلْبانَ قَدْ صَعِدا‏‏‏

والليلُ عَتَّبَ بالآهاتِ أحْزَنَها‏‏‏

منْ شدَّةِ الوجْدِ صِحْنا كلُّنا : مَدَدَا‏‏‏

ففارتِ الأرضُ مِنْ ألْطافِ كوثرهِ‏‏‏

والمُزنُ أوفى لهذي النّاسِ ما وعدا‏‏‏

فاضَتْ أيادِيهْمُ قَمْحَاً إذا لَمَسَتْ‏‏‏

هذا الترابَ ..تراباً صانَهُ الشُهدا‏‏‏

من وقعِ أقْدَامِهمْ كَمْ (نُوتةٍ) عُزِفَتْ‏‏‏

وراحتِ الأرضُ تشدوها لألفِ مدى‏‏‏

هم آلُ سوريةَ العُظْمَى فَكَمْ ألِفَتْ‏‏‏

هذي الشموسُ حقولاً قَمْحُها خَلَدا‏‏‏

**‏‏‏

يُهدهدُ الغَيمَ نسرٌ كي يلاطِفَه‏‏‏

فَيَهطلُ المُزْنُ إنْ جُنْحَيهُ قدْ فَرَدَا‏‏‏

ماذا أُعدِّدُ من آلاءِ جِلَّقِنا‏‏‏

هي النجومُ .. فمَنْ يُحصي لها عَدَدا‏‏‏

ماذا أُعَدِّدُ والفيحاءُ تَعْرِفنُي‏‏‏

فالْقَلْبُ دَانَ بدينِ الحُبِّ وابتردا‏‏‏

هي الشّآمُ كَمَا الشّهباءُ في أَلقٍ‏‏‏

قَدْ صَافَحا النّصْرَ في حَقٍّ يداً ويدا‏‏‏

**‏‏‏

سَيحْتَفي الماءُ في بُرْديكَ يا وطني‏‏‏

والطّيرُ يَنفُضُ في جُنْحيهِ قَطرَ ندى‏‏‏

وتَشْهدُ الشّمسُ أنّ العُشّ من عَبقٍ‏‏‏

كالياسمينِ.. وكم بالياسمين شَدا‏‏‏

ويَغْسِلُ المطرُ المحبوسُ من أمدٍ‏‏‏

هذي القلوبَ ليعلوها الهَنا أبدا‏‏‏

ويَرْقُصُ الحُبُّ في سَاحَاتِها ثَمِلاً‏‏‏

فالحبُّ دينُكِ مُذْ يا شامُ قَدْ وجِدَا‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية