تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لماذا تجاهلتم إسرائيل؟

ترجمة
الأثنين 4-5-2009
ترجمة مها محفوض محمد

الصحفي المعروف آلان غريش يتوقف عند التعليقات التي صدرت أيام انعقاد مؤتمر دوربان الثاني ويرى أنه ما من مؤتمر للأمم المتحدة ترافق بحملة تزييف وأكاذيب بهذا الشكل كما حصل في هذا المؤتمر يقول:

بعض الصحف ومنها الفرنسية ركزت مثلا على وجود الرئيس الايراني أحمدي نجاد ووجهت له تهماً بغير حق، لكن كي نكون منصفين يجب أن نعيد النظر في خطاب الرئيس نجاد: « بعد الحرب العالمية الثانية قامت الدول المنتصرة باعتداء عسكري على أمة بكاملها وطردتها من ديارها بحجة نصرة آلام الشعب اليهودي الذي أتى من أوروبا والولايات المتحدة ومن دول أخرى في العالم، وساعدت الدول المنتصرة هذه المجموعة بتشكيل حكومة عرقية بشكل كامل على أرض فلسطين كي تعوض ما ارتكبته من عنصرية تجاه اليهود في اوروبا فساعدوا بوصول أبشع نظام وأشده قمعا إلى السلطة في فلسطين». هذا ما قاله الرئيس نجاد بالحرف وكما نرى فليس هناك أي إشارة للهولوكوست وقد أكد الناطق الرسمي باسمه أن نجاد حذف عدة عبارات من خطابه بطلب من ممثلين من الأمم المتحدة ومنها ما يخص الهولوكوست مراعاة لطبيعة المؤتمر ويتساءل غريش: لماذا هذه الحملة الشعواء ولماذا هذا الرفض الفرنسي والاوروبي أن يأتي المؤتمر على ذكر أي شيء يشير إلى الجرائم الاسرائيلية بحجة أنه مؤتمر دولي لايجوز أن يدان فيه أحد، أهذا هو الخط الأحمر الذي أشار إليه صراحة برنارد كوشنير في لقاء له مع صحيفة الفيغارو؟ بالمقابل ما حدث لم يرض الصحافة العربية ومنها جريدة القدس الصادرة في لندن التي رأت أنه لم يشر إلى ممارسات اسرائيل العنصرية في الأراضي المحتلة، وفي ذلك دعم لها عندما صمت البيان الختامي في دوربان عن جرائم غزة واضطهاد الفلسطينيين.‏

كما تناول غريش ما نشرته صحيفة لوموند ديبلوماتيك حول الموضوع والتي قالت إن كل مكان لاتوجد فيه مساواة اقتصادية واجتماعية وقضائية هو مجتمع مهيأ لنمو العنصرية وتطورها كما أن المبررات الفكرية حول استعلاء عرق على عرق آخر هي الغذاء الأساسي للاضطهاد والعنصرية، وهذا ما يجعلنا نتذكر مصير الفلسطينيين في اسرائيل الذين يتعرضون منذ عشرات السنين إلى ممارسات مأساوية جعلت مصيرهم موضوعاً مطروحاً على الساحة الدولية.‏

إن حجة معاداة السامية لاتبرر إنكار وضع الشعوب من قبل البعض كما جرى في دوربان، وهذا يمثل نموذجاً صارخاً للظلم الفوضوي القائم بين الكائنات البشرية وتشويهاً لمستقبل العالم وعودة إلى الماضي المقيت ويتساءل غريش حول حجة المعرضين الذين برروا موقفهم بأن من يطالب اعتبار اسرائيل عنصرية هي دول غير ديمقرطية. من جهة أخرى وبعيدا عن القضية الفلسطينية ألم تقم دول كثيرة في السابق وبعضها كانت ديكتاتورية بالتنديد بالنظام العنصري في جنوب افريقيا ووقف العالم إلى جانبها حينئذ، فلماذا لا يتم الوقوف إلى جانب الفلسطينيين اليوم؟ أكثر من ذلك هناك أصوات في اسرائيل ارتفعت لتندد بعنصرية قادتها فقد كتب يوسي شريد في صحيفة هاآرتس الصادرة في 30 كانون الثاني عام 2009 نداء دعا فيه كتلة الوسط لسد الطريق أمام مسيرة ليبرمان إلى القدس وفي ذلك تلميح مباشر لمسيرة موسوليني إلى روما عام 1922 وهناك من السلطة الاسرائيلية من هو معجب بهتلر أمثال موشي فيغلن من حزب الليكود الذي يرى أن هتلر لديه عبقرية عسكرية نادرة وفي عام 1995 دافع عنه بالقول إنه رجل مرهف الاحساس وكان يحب الموسيقا والرسم، وفي نهاية مقاله يذكر غريش أن الاتحاد الاوروبي قرر عام 2000 مقاطعة حكومة النمسا التي ضمت بين أعضائها جورج هيدر الذي كان زعيما لليمين المتطرف كما ذكر أن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاميركية قررا مقاطعة حكومة حماس بعد انتصارها عام 2006 ووضع الاتحاد الاوروبي حينها شروطا ثلاثة لأي حوار معها وهي:( اعتراف حماس بإسرائيل والتخلي عن العنف والاعتراف بكل الاتفاقيات الموقعة).‏

وأخيرا يتساءل غريش ماذا سيفعل الاتحاد الاوروبي إزاء حكومة إسرائيل اليوم التي ترفض الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وترفع شعار العنف وترفض الاعتراف بالاتفاقات الموقعة وخاصة مؤتمر أنا بوليس وماذا ستكون ردات فعل الحكومات الاوروبية؟‏

 بقلم:آلان غريش‏

28/4/2009‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية