تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كراكوز وعيواظ با لإسباني

ثقافة
الأثنين 4-5-2009
متابعة: رانيا الحسن

خلطة سحرية أو بوتقة لاتينية أصيلة ضمتها الفعاليات الثقافية الأخيرة في ثربانتس المركز الثقافي الإسباني، حيث أقيم معرض للكتب المترجمة عن اللاتينية

مثل أعمال ماركيز ويوسا والليندي وجوزيه ساراماغو وأقيمت أيضاً ورشة مسرح العرائس تحت عنوان: ( باليدين فقط) وهو عرض مسرحي لدمى من القفازات يؤديه شخص واحد وهو من تأليف طوني رومباو ويسعى هذا العرض باستخدام لغة الدمى الشعبية الخاصة إلى تطوير تعبير معاصر للغة الدمى عن طريق استخدام التناقص الظاهري، المفاجأة والإقحام البعيد عن الواقع بالإضافة لإيجاد مواضيع متعلقة بالمتناقضات (كالحياة والموت) أو (الفرح والحزن) أو (الرجل والمرأة).‏

إن مسرح العرائس الذي يتضمن أوسع مفاهيمه اللغوية المفتوحة على تقاطع اللغات له حاضر ومستقبل في عالم يراهن أكثر فأكثر على التعددية، ويستكشف طرق التجريدية والتركيبية في سعيه لمواجهة تحدي التعقيدات.‏

وهونظام مناسب جداً كما هي الحال مع مسرح العرائس.‏

وطوني رومباو خريج قسم الآداب من برشلونة، بدأ العمل في مسرح الدمى عام 1974، وفي 1979 شارك في مهرجان مسرح الدمى في لندن ثم ألف فرقة خاصة به وكما يقول: (مسرح الدمى كان بمثابة جواز سفر لزيارة العالم) فزار سورية ولبنان ومصر وتركيا.‏

ومن خلال وقفة قصيرة معه استطعنا أن نستشف مصدر هذه المواضيع (دمى العرائس) في دردشة لنا معه فأكد أنها مستلهمة من التراث في دول حوض المتوسط إذ أن عنده عشقاً خاصاً لها وخاصة كراكوز وعيواظ والحكواتي، وأسلوب المخاطبة واحد في كل الدول بالرغم من اختلاف الثقافات والأديان التي تتبع لها كل دولة.‏

ففي البداية كان يستخدم الخيطان ثم طورها إلى القفازات وهي صعبة وسهلة في نفس الوقت أي السهل الممتنع ويقول : (بدأت العمل في المسرح منذ 35 سنة في البرتغال وأول مرة كانت صدفة ثم شدني هذا الفن الذي كان بالنسبة لي تجربة غنية) وعندما عاد إلى برشلونة قرر أن يستمر في هذا المجال وسعى إلى تكوين فرقة خاصة به.‏

فالعمل في الدمى هو إيصال فكرة معينة من خلال لغة شمولية تصل إلى جمهور متنوع مختلف الأعمار والثقافة، فهناك بين الجمهور المثقف والشعبي من مختلف الشرائح الاجتماعية ومع مرور أكثر أصبح لديه خطاب محدد أغنى تجربته أكثر وأكثر.‏

وأما عن مواضيع العرض فأغلبها متأثرة، بحكايات المسرح العالمي والحكايات التراثية مع بصمة عصرية أكثر حداثة، مثل قصة الإمبراطور الصيني الذي طلب من أحد الفنانين رسم تنين فأخذ هذا الفنان يرسم التنين سنوات وسنوات وعندما أمره الإمبراطور بالمثول أمامه وسأله عن الرسم المطلوب قام الرسام برسم خطوط بسيطة تمثل تنيناً فأمر الإمبراطور بقتله ثم تراجع عن رأيه بعد معرفته بالتجارب الصعبة التي مر بها الرسام حتى وصل إلى هذا التجريد الصعب.‏

ووسط أنغام الفلامنكو وإيقاعه الشرس الراقص استمتع الحضور بعرض لخمس راقصات باللباس الغجري التقليدي وذلك كعرض ختامي للفعاليات جرى في ثربانتس.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية