تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحضارة السورية تتناغم والـروحانية بمعرض تشكيلي

ثقافة
الأثنين 4-5-2009
لمى يوسف

ثلاثة عناوين حاضرة ضمن المعرض التشكيلي المقام في «متحف الحديث باللاذقية» الحضارة السورية والتراث الإسلامي والإغراق في المحلية والذي شارك به كل من الفنانين نذير إسماعيل، وليد الآغا، علي مقوص، وحسكو حسكو، ويستمر المعرض حتى الخامس من أيار.

بين الفنان وليد الآغا قائلاً: إنه يعمل على الحوار مع الرموز في البيئة السورية وهذا يعود لحوار قديم بدأ بحوار الحرف العربي معها والكنوز العظيمة الغنية بالنقوش على الرقم الطينية والأختام الاسطوانية وأشياء لها علاقة بمفهوم الرمز الحاضر في بيئتنا... فهذا الرمز له مدلول فلسفي روحاني متوارث بصرياً ووجدانياً، والشجرة متواجدة في الريف السوري عامة وهي فلسفة لها علاقة بمفهوم الحياة.. فعندما أصيغ هذا الحوار والمزج بين العلاقة البصرية المبنية على رؤى تشكيلية شخصية بقصد إيصال الفكرة كشاهد على التركيبة المحلية السورية، فانتمائي لسورية مولود بالذاكرة البصرية كما الفكرية وأسعى إلى الغرف من الأشياء العظيمة ووضعها بقالب المعاصرة.‏

يؤكد الفنان علي مقوص أن المرأة والشجرة حاضرتان في أغلب أعماله، فالمرأة تمثل المخزون الوجداني والعاطفي الحميمي وعلاقتها مع الطبيعة والمفردات والكائنات الحية الشحنة العاطفية بالعمل وهناك لمسات متوهجة حمراء لها علاقة بالمخزون الوجداني العاطفي... والشجرة كالمرأة هي حالة ومساحة وجدانية لها خصوصيتها ولها علاقة بالتراكمات والهاجس الوجداني عند الفنان وفي المحصلة هي الفنان نفسه ذاكرته، مخزونه المعرفي... هناك عدة لوحات تحمل فكرة واحدة وهي مجموعة من الدراسات على عشرين عملاً للبحث عن التكوين فيها كعلاقة مساحة بمساحة وعلاقة الكتلة بالفراغ.... وقد يعتقد الناظر أنها تشبه بعضها لكن كل حالة مختلفة لها خصوصيتها لايمكن أن تلغي الأخرى... هذا الحوار كوني حيوي مستمر، فلا يظهر جمال الكتلة إذا لم توضع في الفراغ المناسب والخلفية المكانية الملائمة... هذه العلاقات هي التي تعمل التشكيل الجميل.‏

بينما أشار الفنان حسكو حسكو: إلى أن طريقة تناول الفن الحديث تختلف من فنان لآخر فلكل شخص طريقته لإنشاء اللوحة، والكائن والبيئة المتواجدة في لوحاتي هي دلالة علاقة الإنسان بالمحيط، فكلنا وما يحيط بنا شركاء، كما أن المواضيع هي شماعة لتطوير لغتنا البصرية...‏

الألوان الكرنفالية الواضحة في اللوحات المعروضة عائدة للحالة التفاؤلية التي كنت أعيشها حين بنيتها وكانت اللوحة لدي سابقاً مزدحمة بالعناصر، الآن الهدوء ظاهر والمساحات الفارغة واسعة.‏

أكد الفنان سموقان في قراءته للأعمال المعروضة قائلاً: للفنانين حضورهم في التشكيل السوري إن لم يكن في التشكيل العربي، فتجربة اسماعيل قديمة ويشتغل الوجوه ذات التعبير الحر، عرف بأسلوبه لكن في لوحاته المعروضة الآن يتغير الخط الذي يحيط بالوجه قليلاً ويقدم طريقة جديدة ملفتة، فهو يرسم على المادة التي بين يديه كالخشب، فالعنصر لديه وسيلة طرح.. أعمال الآغا شرقية بالكامل وينتمي إلى هذه المنطقة من خلال الخط الذي يتوضع على مساحات وأشكال لها طابع عربي شرقي ضوء خفيف يشع على كامل العمل... لدى مقوص خبرة وتقنية عالية وصلت إلى حالة القداسة والروحانية العالية من خلال تكوين الشجرة.‏

نراه حالياً يخفف الكشط باللون ويستخدم عنصر الإنسان كثيراً واللون القرميدي في الوسط وهو لون مستمد من الحضارة السورية أوغاريت، فالتكوين لديه عالي السوية لأن الأشخاص بشكل شاقولي ولديه مساحة في الأفق تأخذ شكل الختم وهذا رابط آخر لفنه مع «التراث السوري» نرى حسكو متأثراً بالأسطورة يأخذ الحيوان مساحة في اللون ويظهره بجدارة ويعالج المساحات حوله ببساطة وبألوان مختلفة «زيتية اغريليك» وحتى ألوان تأسيس اللوحة وكذلك الطابع الشرقي الأسطوري موجود في لوحته فهو فنان حر ومتجذر في بيئته.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية