|
آراء وعدم قدرته على الانعتاق من هيبة «الإيديولوجيا» بمفهومها التجريدي والتحرر من سطوة «الهيمنة» الحكومية في رسم صورته وتحديد مسارات حركة فعله وتطوره.. وقد وصل النقد في بعضها إلى مستوى «معاقبات الذات»، باعتبار أن الكثيرين من محرري هذه المقالات هم من أبناء الأسرة الإعلامية بمختلف أنواعها. ولا أنبري عبر هذه السطور للدفاع عن الإعلام الرسمي، ولكن، كلمة حق لابد منها. بالطبع إن هذه «الرؤى» غوغائية وطوباوية، وتفتقر في مضمونها إلى الوضوح والمصداقية... إن إعلامنا الرسمي يستمد روحه من العمق السياسي والثقافي والحضاري الذي تميزه أقانيم الوجود الإنساني وهي الحرية، والأمن، والعدالة... ويرتكز في وجوده وديمومته وارتقائه على تفاعله الحي مع صور وجوهر حياة الإنسان على امتداد وطننا الحبيب، وتحصينه الواعي والمدروس ضد كافة أشكال الاختراق العبثي لمنظومة القيم والمبادئ الإنسانية والحضارية النبيلة، التي تعتبر أساساً ثابتاً وراسخاً في تكوين صورة حاضر هذا الوطن ومستقبله. لذلك يمكن القول إن دعاة مفهوم الإعلام «اللامركزي» هم طوباويون من وجهة نظري، كما أن حديثهم عن ضرورة «حيادية الإعلام» كمرتكز حصري لارتقائه ونجاحه، هو إنكار لمنطق الفعل البشري وحتمية حركته وتنوعه استناداً إلى عاملي التاريخ والتكوين... إضافة إلى أن الإعلام ومهما كان نوعه لا يمكن تخيله، بأي حال من الأحوال، كمخلوق يعيش في فضاء تنعدم فيه الجاذبية ويتحكم في حركته عامل الفراغ... إن الإعلام جزء لا يتجزأ من الحياة بكل ما تعنيه وتحتويه من فكر وفعل... وهذا مفهوم حتمي وجدلي... ومن الإدراك الواعي والهادف لهذا المفهوم يتنامى إعلامنا الرسمي، ساعياً إلى رسم صورة الحياة التي نعيشها وننشدها، معتمداً على إشراقات حياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية والإنسانية التي نعيشها في وقتنا الراهن وعلى عمق وإنسانية إرثنا التاريخي والحضاري. |
|