تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


في الميناء

رسم بالكلمات
الأثنين 4-5-2009
حسين محمد منير الخطيب

وأنا كبعضي البحرُ

يجرحني السّفينْ‏

* * * *‏

لا شطّ يؤويني / لأنجز ذكرياتي‏

هادئاً كالرّمل / أو أفتضّه صدفاً‏

 تناثر لا هناك ولا هنا.‏

وتمرّ بي جذلى الرّياحُ / تشدّني لأكونَ غيري‏

ساكناً كالنّعش / لا أمشي على قدميّ‏

لا أفقاً لأخدشه بعيني / لا حنين يردّني‏

لأصيح في الميناء... كم......ضاعَ الصّياحُ !!!!‏

وما تعاورني الحنينْ‏

لي....‏

 - قبل أن تودي الحياةُ مواسمي-‏

شغبُ الرّياحِ مع العواصفِ‏

لي نبيذٌ ملّ من قلقي عليّ‏

أشدّه ويشدّني / فنضيعُ في الإيقاع‏

لا ألقاه إلا نازفاً / كالجرحِ‏

يمسكني فأوجعه / وأمسكه فأوجعه‏

ونبكي هادئينْ / وأمرّ دون سحابتين‏

فلا أرى مداً وجزراً / لا أرى في الأرض غير‏

مآذن الخلفاء / شاهدةً كفجرٍ لا يمرّ / وطفلةً‏

 لم تشحذِ الأيّام شهوتها / تجهّز نهدها لغدٍ يمرّ‏

ومتعباً من وجه غانيةٍ / يمزّق في زوايا الهمّ صورتها‏

ومنفيّاً يدخّنُ كي يرى / في التّبغ صورة أمه‏

ويزيدُ واحدةً / ليرسم بالدّخان بلاده شبحاً‏

لشيءٍ لا يكونُ / ومتعباً بالكأس‏

يبكي نصفَ عمرٍ / ضاعَ دون قصيدةٍ‏

فأعودُ / أثقلُ من همومي / ما تبعثره السنونْ‏

* * * *‏

لا شيءَ غير الروح / في الميناءِ...‏

تودعها / وتودعك السّكونْ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية