تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفكر المتجدد

إضاءات
الاثنين 4-5-2009م
خلف علي المفتاح

على مدى يومين متتاليين عقدت ندوة فكرية هامة بمبادرة من القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي وتحت عنوان هو شعار المؤتمر القطري العاشر للحزب (رؤية متجددة.. فكر يتسع للجميع)،

شارك فيها نخبة من مفكري الحزب وقياداته ومثقفيه وكانت الندوة الخطوة الثانية في سياق عمل استراتيجي أقدمت عليه القيادة القطرية للحزب منذ انتهاء أعمال المؤتمر القطري العاشر، حيث شكلت الكلمة الهامة التي ألقاها السيد الرئيس بشار الأسد في الجلسة الختامية للمؤتمر برنامج عمل شامل للمرحلة التي تلت انعقاد المؤتمر بما تضمنته من رؤى وأفكار مستقبلية حيث جاءت تلك الخطوة الجريئة ترجمة لماورد في كلمة السيد الرئيس في المؤتمر، حين قال: (إن تطوير فكر الحزب حاجة وطنية قبل أن يكون ضرورة حزبية وإنه لا يمكن لنا أن نطور الدولة دون أن نطور الحزب) ولا شك أن تلك الخطوة الهامة تشكل استجابة نوعية لحقيقة أن منطلقات الحزب الفكرية تحتاج بشكل مستمر للمراجعة والنقد على قاعدة أن أي ايديولوجيا إن لم تتطور تتحول مع الزمن إلى ايديولوجيا متخلفة، إضافة إلى أن الفكر الذي هو انعكاس للواقع لابد له من أن يتطور انسجاما مع حقيقة تطور الواقع بكل مكوناته المادية والثقافية والاجتماعية ولا شك أن نظرة موضوعية لتجربة الحزب وتاريخه النضالي تبين بشكل واضح أنه استطاع عبر تلك المسيرة أن يستجيب استجابة واعية لمجمل التحديات التي واجهته وتبرز في مقدمة ذلك الحركة التصحيحية المباركة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد.‏

وإذا كانت الحركة التصحيحية قد خلصت الحزب من بعض معوقاته الفكرية ،وتجدد في فكره وأدبياته ومسيرته النضالية ،وتقدم إضافات هامة إلى مسيرته الظافرة، وترسخ من بنيانه ودوره الوطني والقومي، إلا أن الحاجة ماسة لاستمرار نقد تجربة الحزب وتطوير منطلقاته وتصويب مسيرته فها هو يشهد تحولا هاماً في إطار تجديد منطلقاته الفكرية مستندا إلى المشروع الذي قدمه السيد الرئيس بشار الأسد والذي يرتكز أساسا إلى هوية الحزب الفكرية مضافا إليها رؤية وقراءة سيادته الفكرية والثقافية.‏

وإذا كانت الندوة قد ركزت على الأهداف الأساسية للحزب متمثلة في الوحدة والحرية والاشتراكية إلا أن الأوراق التي قدمت للندوة والمداخلات التي تخللتها قد تطرقت إلى مجمل القضايا الفكرية والسياسية والثقافية والتنموية وكذلك التحديات التي تواجه الحزب والوطن والرؤى المختلفة لمواجهة ذلك ولعل وجهات النظر المختلفة وربما المتعارضة في تناول بعض تلك القضايا هي علامة صحية تعكس حالة الحوار الديقراطي في موضوع يدخل في أساس استراتيجيته ومبادئه.‏

إن الندوة التي اقيمت ليست طقسا احتفاليا بل عمل استراتيجي كبير يمهد الطريق ويضع الأسس الضرورية لصياغة وتجديد وتطوير الدليل النظري للحزب الذي سيمر بخطوات أخرى تتعلق بالبنى والمضامين ليكون مشروعا مقدما للمؤتمر القطري القادم سيشكل إقراره خطوة كبيرة على صعيد تطوير تجربة الحزب وقيادته للدولة والمجتمع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية