تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإرهاب السياسي

أخبار
الإثنين 4-5-2009م
محمد خير الجمالي

ما إن بدأت أوروبا بتوجيه انتقاداتها لاسرائيل رداً على مواقف حكومة نتنياهو الرافضة لاقامة السلام على أساس مبدأ حل الدولتين والانسحاب الكامل من الجولان, حتى هددت اسرائيل الاتحاد الأوروبي بمنعه من المشاركة في مفاوضات السلام إن هو استمر في توجيه انتقاداته لحكومة نتنياهو.

ما الذي يعنيه هذا التهديد الاسرائيلي الوقح لأوروبا رغم وزنها الدولي الكبير ودورها المفصلي في جهود السلام وضمان عودة الاستقرار الى الشرق الأوسط؟.‏

أمور كثيرة يعنيها أهمها أن اسرائيل تريد أن تحبط جهود السلام وتعطل عمليته وتفرض رؤيتها الجائرة على العرب والفلسطينيين والعالم دون أن تواجه بكلمة نقد واحدة لسلوكها الأرعن.‏

وإن حاولت دولة أو مجموعة دولية التحرك في مواجهة هذا السلوك وانتقاده بالقول إنه يتعارض مع السلام وقررت تعليق رفع مستوى علاقاتها مع اسرائيل كما فعلت أوروبا مؤخراً رداً على الحرب الاسرائيلية الهمجية ضد غزة وتحدي حكومة نتنياهو لإرادة السلام, تهرع اسرائيل الى الرد فتعتبر ذلك تدخلاً في سياستها, ثم تهدد أوروبا في تطاول سافر على حجمها ودورها, فتقول إنها ستمنعها من المشاركة في مفاوضات السلام إن هي واصلت انتقاداتها لاسرائيل في وقت لم تعد فيه هذه المفاوضات موجودة بعدما عطلتها اسرائيل بنهجها العدواني وسياساتها الاستيطانية وتفويز اليمين في الانتخابات ليأخذ دوره بتعطيل جهود السلام.‏

وفي تحليل طبيعة التهديد الاسرائيلي لأوروبا, لا نجد أكثر من القول فيه إنه ارهاب سياسي تمارسه اسرائيل انسجاماً مع طبيعتها ككيان ارهابي وتوظفه حكومتها اليمينة كوسيلة لابتزاز أي طرف يتجرأ على انتقادها ويحملها المسؤولية عن اضاعة فرص السلام.‏

هل ترضى أوروبا لاسرائيل أن تبتزها بهذا الشكل الاستفزازي من التهديد وتحدد لهاما تقول وما لا تقول في قضية تعنيها وتعني العالم أجمع لأن الشرق الأوسط منطقة مصالح دولية متشابكة والسلام فيها جزء من السلام الدولي.. أم إنه يفترض بأوروبا أن يكون لها بحكم مصالحها وثقلها ودورها كلام آخر ترد به على التطاول الاسرائيلي بقرارات ومواقف جريئة تعيد اسرائيل الى حجمها الطبيعي وتجبرها على انتهاج سياسة تستجيب لمتطلبات السلام ولا تكون مدعاة للنقد..؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية