تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أنشودة مدرسية

مجتمع
الاثنين 15-9-2014
منال السمّاك

منذ بداية الأزمة أطلقوا شعاراتهم الظلامية التي تترجم أفكارهم المتخلفة فكان شعار « لا دراسة و لا تدريس حتى ..» !! كما كانت الدعوات للإضراب وهجرة الصفوف و المقاعد ،

بينما سقطت تحت أقدام طلابنا تلك الرهانات ، و لم تثنهم القذائف التي لم تكن الغاية منها سوى زرع الخوف و الرعب من موت محتمل في باحات المدارس .‏

هي معركة أزلية بين طرفي نزاع عدوين لدودين كل منهما يستخدم أسلحته ثقيلها و خفيفها للإطاحة بخصمه و إبادته و لجم تأثيره ، إنه صراع بين نور علم و ظلام جهل اشتد أواره في ظل أزمة وطنية حملت من الضغوط ما أثقل كاهل وطن في سلامته الصحية و النفسية و الاقتصادية والثقافية و التعليمية لتشمل مناحي استمرارية الحياة كافة .‏

اليوم ستقهر أنصار أبي جهل جلبة مدارسنا و صخب طلابنا و هم يحثون الخطا نحو مناهل العلم ، و ربما سيصمون آذانهم خوفاً من سماع النشيد الوطني السوري يتردد في باحات مدارسنا تحية لعلم سوري مازالت عيونه الخضراء شوكة في حلوقهم ، و ستكون دروس التاريخ و الكيمياء و القومية العربية و جغرافية وطن مناهج تربوية تأخذ بأيدي الناشئة نحو الانتماء و التجذر بالوطن و الارتقاء به بالعلم ، و سينشد طلابنا أنشودة مدرسية ترسم ملامح قصة تحد .‏

كما كل أيلول سيبدأ عام دراسي عنوانه الصمود و الإصرار على مواجهة الجهل و دعاته ، و ستنجح كما كل سنة منذ ولادة أزمتنا تلك المعادلة الصعبة في توزع المدارس بين مدارس خرجت من الخدمة بسبب تدمير و تحولها لمراكز تؤوي إرهاباً ، و مدارس في مناطق آمنة تحولت بفعل فاعل لا يفرق بين مسلح و أعزل لإيواء نازحين ، ومدارس لدوام المدرسين و الطلاب ، إنه التحدي الصعب الذي اعتدنا كسوريين أن ننجح به و بتفوق .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية