|
|
عين المجتمع في ذاك الصباح تسارعت الخطا الفتية ، أجيال تسير على درب التحدي لتزرع الصمود على مقاعد العلم وفي قاعات النور والتنوير ،تلامذة وطلاب سورية غيروا أمس وجه الأيام الحزينة المعتادة ولونوا إيقاعها وهم يعبرون الطرقات فرادى وجماعات .. الأخ يشبك بيد أخيه أو أخته وكذلك أولاد الجيران وأبناء الحارة والحي تزينهم ألوان زرقة السماء التي يرتدونها وبعضها الآخر ملونا بحسب الضرورة والحاجة المتوفرة من مشتقات اللباس المدرسي .. ولعل الأهم من كل هذا وذاك تلك الابتسامة التي اعتلت الوجوه الممتلئة بالنشوة والفرح والسرور ..هم يقولون اشتقنا لمدارسنا لرفاقنا لمعلمينا ومعلماتنا ، للمقاعد للكتب للضجيج في الباحات أثناء الاستراحة المعروفة بكلمة فرصة .. أطفال وتلامذة وطلاب سورية اختارو الحياة عندما قهروا الموت الذي استهدفهم باستمرار ، لكنه لم ولن ينال من قدرتهم وهم الصغار الذين كبروا كل دقيقة وساعة ويوم مع أزمة مفتعلة غايتها تدمير الإنسان السوري المتنور قبل كل شيء آخر ،لأنه هو مصدر العطاء والحياة وأساس العمارة والولادة والبنيان .. أبواب المدارس فتحت قاعاتها لأشعة الشمس وضيوفها وصفق المجد لكل من حزم حقيبته أو اصطحب في كيس متواضع قلما وكتابا ودفترا ، ليدون في مدرسة الحياة نحن هنا باقون في أرضنا في مدارسنا ومن رائحة الخشب والطباشير نرسل الصيحات العلم نور والجهل ظلام .. فيا من تأسرون فرح الطفولة وتلغون بعض مناهجها العظيمة وتبدلون حروف النور بسكين الجهل والظلام ..نحن تلامذة وطلاب سورية نقف لكم بالرصاد ولن تطول عنترياتكم على هذه الأرض الطاهرة ستخرجون منها أذلاء كفرة مرجومون بلعنة الشعوب والتاريخ والإنسانية . فمن يعشق العلم بمعناه الجليل والواسع لا يأبه لشظايا الجهل والتخلف والتعصب الأسود .فعلمنا الذي لم ولن نتخلى عنه لنا وملكنا ومدارسنا نبنيها بأيدينا .. وعلى الدروب والطرقات ننثر حدائق من الورود والعبير المعطر برائحة دماء شهداء سورية الأطهار ليبقى أوكسجين الوطن نقيا بنقاء الجود والكرم من أبناء سورية الكرام أطفالا وشبابا وشيوخا .. مبارك لنا عامنا الدراسي الرابع وهو يتحدى كل نفاق هذا العالم . |
|
