تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قضية ورأي.. انحســــار ظاهــــرة التســــمم من الأســــماك بعد قلــــق عصــــف بالعــــامة.. مديرية الصحة: لا داعي للقلق.. المشفى الوطني: لم تحصل أي وفية.. الأسد الجامعي: تراجع عدد الإصابات.. التجارة الداخلية: متابعة مستمرة للأسواق

اللاذقية
محليات
الاثنين 15-9-2014
علي محمود جديد - نعمان برهوم

انحسرت حالات التسمم الغذائي -أو ربما التحسس- الناجم عن تناول السمك في اللاذقية إلى أقل من عشرة حالات صباح السبت الماضي بعد أن كانت قد وصلت خلال موجة الحرّ الطارئة عند بداية شهر أيلول الجاري إلى نحو 600 حالة سُجّل منها في الأول من الشهر فقط 270 حالة استقبلها كل من مشفى الأسد الجامعي والمشفى الوطني في اللاذقية ومشفى جبلة الوطني.

وتؤكد الجهات المختصة في كل من مديرية صحة اللاذقية وتلك المشافي ومديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك «للثورة» أن حالات الإسعاف بهذا الشأن انحسرت كثيراً ولم تعد تُذكر.‏

الدكتور نوار علي رئيس دائرة الأمراض السارية والمزمنة في مديرية صحة اللاذقية أوضح للثورة أن لا شيء مخيف في هذه الحالة، ففي البداية حصل نوع من الهلع واعتُبر الأمر تسمم غذائي ناجم عن تناول السمك، غير أن الأمر لا يرقى إلى مستوى التسمم، فالأعراض التي تُلاحظ على الأشخاص المُسعفين إلى المشافي تركزت على حالة من التحسس حيث يظهر (الشري) على الجلد، وبعد ساعات قليلة من العلاج يذهب هذا المظهر، ولا ينام المراجع في المستشفى، وعلى كل حال فالوضع اليوم أفضل بكثير.‏

ورأى الدكتور نوار أن لا داعي لتهويل الموضوع إطلاقاً، حيث لعبت موجة الحرّ الطارئة في بداية الشهر دوراً كبيراً في هذه المسألة لاسيما وأن بروتين السمك سريع العطب ولا يحتمل الحرارة، وهو يجب أن يبقى - كما هو معروف - بحالة تبريد مستمر، وفي الحقيقة هناك حالة إهمال كانت واضحة لجهة طريقة حفظ الأسماك في السوق.‏

وكانت مديرية الصحة قد أصدرت تقريراً بهذا الشأن في الثاني من الشهر الجاري - وصل لمكتب الثورة نسخة منه - جاء فيه:‏

بناء على الإبلاغ الهاتفي من رئاسة مشفى الأسد الجامعي باستقبال حالات تسمم غذائي ناجم عن تناول السمك قام فريق التقصي الوبائي في دائرة الأمراض السارية والمزمنة بزيارة إلى المشفى بتاريخ 1 / 9 / 2014 / لتقصي الحالات ومراجعة سجلات المرضى، وكانت النتائج تُشير إلى بدء دخول الحالات خلال اليومين السابقين ( 30 و31 ) آب الماضي وكانت عدد الإصابات في المشفى حالتين فقط، ولكن تبيّن من السجلات أن الإصابات في أعمار مختلفة وفي مناطق جغرافية متعددة (أحياء متنوعة) وفي القصة المرضية لكل الحالات ذُكر تناول مادة السمك قبل ظهور الأعراض التي جاءت على شكل (إقياء - شري - تعرّق - توهّج في الوجه) واختلفت شدّة الأعراض من شخص لآخر وإصابة بعض أفراد العائلة بالرغم من تناول الجميع لنفس الطعام، وأشار التقرير إلى أن الحالات سليمة حيث تمّ تخريج أغلبها من المشفى خلال 2 - 3 ساعات بعد إعطاء العلاج المناسب (مضادات التحسس) وتبين أن عدد الحالات التي راجعت مشفى الأسد لغاية إعداد التقرير ( 130 ) حالة وكانت الفئات العمرية من 15 حتى 62 سنة، فيما وصل عدد الأطفال دون 15 سنة حوالي عشرة حالات وهذا كله في مشفى الأسد فقط.‏

أمام هذه القصة استنتجت مديرية الصحة أن الإصابات هي عدم تحمّل غذائي على مادة السمك خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة الشديد في هذه الفترة من السنة، بالإضافة للتحسس الذي يحدث عند تناول السمك غير المحفوظ بشكل جيد (التبريد) ولاسيما عند بيعه في السيارات المتنقلة غير المبرّدة، ما يؤدي إلى تلف السمك بسرعة.‏

وأنهت مديرية الصحة تقريرها بأن أوصت بحظر بيع السمك خارج الأماكن المخصصة لذلك (شروط الحفظ والتبريد) ومتابعة مراكز بيع السمك والباعة الجوالين وأخذ عينات لإجراء الفحوصات اللازمة، فبالإضافة إلى ما سجّله مشفى الأسد فقد بلغ عدد المراجعين في المشفى الوطني في اللاذقية وللحالة نفسها / 150 / مراجعاً وفي المشفى الوطني في جبلة / 86 / حالة.‏

وأكدت مديرية الصحة أنها على تواصل مستمر بمتابعة كل الحالات المشابهة في جميع مشافي المحافظة وهي إلى انخفاض.‏

مصادر مشفى الأسد الجامعي أكدت للثورة أن حالات التسمم - أو التحسس - المذكورة، إلى تراجع ملحوظ، ففي حين سجل المشفى في الأسبوع الماضي عشرات الحالات فإنه اليوم لا يسجل إلا بضع حالات هي أقل من عشرة.‏

وحسب حديث للثورة مع الدكتور حسان زيزفون المدير العام لمشفى الأسد الجامعي صباح الأحد 14 / 9 / 2014 / أكد أن الحالات لا تزال موجودة وإنما أقل مما كانت عليه وهي تحت السيطرة، فلا خطورة ولا داعي للقلق، غير أننا في بداية الأمر قلقنا بالفعل كثيراً عندما كانت تصلنا من 70 إلى 80 حالة في اليوم، إذ كنّا نستقبل على الغداء نحو أربعين حالة وعلى العشاء كذلك ..! وكانت تأتينا إلى المشفى (سرافيس) كاملة مليئة بالمصابين، وترى بينهم أحياناً الأب والأم والأولاد، فحصلت حالة إرباك في البداية لم تكن سهلة، ولكن الآن الوضع أفضل بكثير، فأول أمس لم يصلنا سوى عشرين حالة واليوم الذي قبله لم تصلنا أي حالة، وبالأمس وصلت فقط إلى 7 أو 8 حالات، وأوضح الدكتور زيزفون أن مشفى الأسد الجامعي سارع إلى اتخاذ إجراءاته النظرية والعملية على السواء، فبالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي قام بها طاقم المشفى بالكامل أقامت إدارة المشفى محاضرة توعية حول ما حصل بالإضافة إلى بروتوكول إعلاني بشكل سريع بهذا الشأن، ولاحظنا أن الناس تعاملت بشكل واعٍ مع الحالة حيث انحسر استهلاك السمك كثيراً وأدرك الكثير من الناس أن هذه الحالات نجمت عن سوء التخزين لصنف البلميدا بشكل خاص، وختم المدير العام لمشفى الأسد بالإشارة إلى حجم الأعباء الكبيرة التي يواجهها المشفى لاسيما وأن مبناه تعليمي صغير وعدد السكان تضاعف في المدينة، كما ازداد عدد الفقراء، ولكن نشكر الله أننا لا نزال قادرين على تقديم هذا المستوى من الخدمات.‏

أما الدكتور منذر بغدادي مدير المشفى الوطني في اللاذقية فقد وصف الوضع الآن بأنه ممتاز، وأن الحالات التي أسعفت إلى المشفى قد تمّ تخريج أغلبها من اليوم الأول، ما عدا عشرة حالات تمّ تخريجها في اليوم الثاني من بداية هذه الظاهرة، وكان وضعها سليماً، كما أنه لم يراجع المشفى أحد بعد بهذا الشأن، وأكد الدكتور بغدادي للثورة أن أي حالة وفاة لم تحصل جراء ما حصل.‏

أسعار السمك في اللاذقية شهدت بالفعل انخفاضات ملحوظة، ولاسيما لصنفي البلميدا والعصيفري الشعبيين، فمن 300 إلى 400 ليرة صار يُعرض بمئة ومئة وخمسين ليرة، ولا يجد من يشتريه إلا نادراً.‏

من جهتها مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية دخلت على خط هذه الظاهرة، وأوضح للثورة السيد عماد محمد مدير التجارة الداخلية أنه ذهب إلى مشفى الأسد ووقف على بعض الحالات ومباشرة - يقول - وجّهنا دورياتنا لإيقاف البائعين المتجولين وجرت متابعة للأسواق بحيث أي نوع من أنواع السمك يُعرض بشكل غير مثلج، ومُعرّض للغبار نقوم بمصادرة هذه الأسماك وإتلافها بالتنسيق مع البلدية، وبيّن السيد محمد أن أسعار السمك قد تراجعت فعلاً ولاسيما البلميدا، غير أنه توقع ارتفاعاً جديداً لأسعار السمك بسبب عدم توفر المازوت اللازم لمراكب الصيد الأمر الذي سيخفف العرض كثيراً على الرغم من انخفاض الطلب في هذه الفترة.‏

أخيراً: لسنا ضدّ الصيادين ولا حتى ضدّ الباعة المتجولين للأسماك ولا الباعة الثابتين في مسامكهم، لأن هؤلاء لا نعتقد أنهم يستهدفون أذى الناس، ولكن عندما تحصل مثل هذه المخالفات القاسية، وربما المميتة أحياناً فلا بد من اتخاذ الإجراءات الصارمة حفاظاً على الناس وصحتها وأرواحها، فالكل يعلم مدى حساسية السمك ولا داعي للمجازفة، ونأمل من الجهات المختصة أن تتصدّى بقوّة لمثل هذه الأخطاء، ودون توقف.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية