تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قذارة تركيا بلسان أميركا !!

البقعة الساخنة
الاثنين 15-9-2014
علي نصر الله

يقول فرانسيس ريتشاردوني السفير الأميركي السابق في أنقرة الذي غادر منصبه قبل أسابيع قليلة: إن تركيا دعمت بشكل مباشر تنظيم القاعدة في سورية، ويؤكد أن أنقرة سمحت باستخدام حدودها كقناة لمرور السلاح ولتهريب المسلحين الى سورية منذ بداية الأزمة،

ويضيف قائلاً : إن الأتراك عملوا بشكل علني مع جبهة النصرة، ويشير إلى أنه حاول اقناع حكومة أردوغان بإقفال حدودها بوجه المسلحين المتجهين الى سورية لكن دون جدوى؛ كما يقول؛ لينتهي إلى الحديث عن خيار وحيد كان متاحاً أمام الجانبين الأميركي والتركي هو أن يتفق الطرفان على أن يختلفا!!.‏

حديث السفير ريتشاردوني لصحيفة التليغراف وضعه البعض في اطار التجاذبات السياسية الحاصلة بين واشنطن وأنقرة على خلفية مواقف البلدين من تشكيل التحالف المزعوم لمحاربة «داعش»، وذهب البعض الآخر لوضعه في دائرة لعبة توزيع الأدوار بين حلفاء واشنطن وأدواتها، بينما رأى مراقبون أن ذلك لا يتخطى حدود العتب المتبادل بين البلدين لا سيما المتصل منه بالدور الوظيفي لتركيا الأطلسية؛ اذ تعبر ادارة أردوغان يومياً للأميركيين عن رغبتها بلعب أدوار اقليمية من غير بوابة الناتو العسكرية.‏

وبصرف النظر عن الأسباب التي دفعت ريتشاردوني للكشف عن دور تركيا القذر في التعامل مع المجموعات الارهابية تسهيلاً لحركة عبورها والسلاح الذي بحوزتها إلى سورية عبر فتح حدودها ومطاراتها وموانئها، فإن ما يهمنا هو أن ما قاله السفير الأميركي لا بد أن يكون مدعماً بالوقائع ومثبتاً في محاضر لقاءاته مع المسؤولين في حكومة أردوغان، وهو ما يشكل اخباراً موثقاً ضد أنقرة يستوجب تحركاً دولياً فورياً يحاسب حكومتها بتهمة دعم الإرهاب لطالما اعتبر العالم (القاعدة وجبهة النصرة) تنظيمين إرهابيين.‏

وفضلاً عن أن ما تقدم يدين تركيا بشكل واضح وجلي، فإنه يشير بقوة إلى تورط الولايات المتحدة بكل ما قامت به تركيا وغيرها من أفعال مشينة سواء تعلقت بتمويل الإرهاب أم بتدريبه وتسليحه وإيوائه، ومما يؤكد ذلك لهجة السفير الناعمة: (حاولت إقناع الحكومة التركية بإقفال حدودها)، و (ما كان أمامنا من خيار سوى أن نتفق على أن نختلف)، فمنذ متى كانت أميركا التي تدعي قيادة العالم في الحرب على الإرهاب تمنح الآخرين حرية تقديم الدعم له لو لم يكن لها كل الخاطر بتقديمه وليس ثلثيه؟!.‏

تصريحات السفير الأميركي السابق في تركيا ليست زلة لسان، وهي إذ تكشف اليوم جزءاً يسيراً من جبل الممارسات القذرة التي قامت بها تركيا، فإن الأيام القادمة ربما ستكشف أدواراً أشد قذارة قامت بها دويلات النفط والغاز في الخليج المتعفن، وفي القارة العجوز أيضاً، وهو ما يؤكد تفاهة الولايات المتحدة كمركز قيادة وتحكم يدير زمرة الحلفاء والأدوات من مرتبة سلطان عثماني وملك وهابي، وهو ما يجعل من التحالف الذي تشكله تحت عنوان محاربة (داعش) مجرد كذبة ومناورة يراد بها ومن خلالها تعويض الفشل والإخفاق وإعادة أحياء مخططات استهداف المنطقة ولا سيما محور المقاومة فيها .. وهيهات هيهات أن يتحقق لها ما تريد.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية