|
الصفحة الاولى يتساءل داعية إسلامي وأشهد أنه أصاب بسؤاله عن المعنى الذي يكمن خلف مصطلح «الحرب على الإرهاب» ويضيف: هل الولايات المتحدة الأمريكية مخولة تحديد معنى الاعتدال؟ وبالفعل، إذا كانت أميركا لم... ولا تقدم شرحاً لمفهوم الإرهاب ولا معياراً له، وترفض أيضاً ما يقدمه الآخرون منذ زمن بعيد مثل سورية، وإذا كان بعض العالم وجل العرب يقتفي أثرها في ما تراه إرهاباً وما لا تراه.. خاصة أنها لم تر داعش إرهابياً حتى قطع رأس فولي وأتبعه بساتلوف، فلماذا يكون على هذا البعض من العالم أن يقتفي أثرها أيضاً في تحديد معنى الاعتدال؟ وإذا كان جون كيري، وبفصاحة نادرة وعمق تحليلي لم تبلغه حفارات أنفاق الإرهابيين في جوبر والمليحة وداريا وسواها، يقول إن مواجهة داعش عسكرياً فقط لا تكفي!! فكيف يستقيم الفهم الأميركي «الديمقراطي الأوبامي» لمواجهة داعش على غير جبهات القتال.. ولا يستقيم الفهم ذاته للاعتدال بدعم نماذج من الإرهاب من مثل جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وأحرار الشام وغيرها؟ «الدوكما» وحدها تفسر ما تراه أميركا إرهاباً وما تراه اعتدالاً، بل إن دوكما العقل العربي هي التي تفسر ما تراه أميركا وما لا تراه ! ذلك أن عقلاً بكل تلك الظلمة والعمى والانحطاط الأخلاقي.. لا يستحق أن تجتهد أميركا من أجله في تفسير ما تراه إرهاباً وما تراه اعتدالاً! تصوروا أن أحداً لا يزال يصدق بأن قاعدة العيديد المسماة قطر تسخر من لحية أميركا فتشتري صمتها ورضا آل سعود بطرد حفنة من قيادات الإخوان المسلمين، وتصوروا أن أحداً لا يزال يصدق أن رعاة الإبل من آل سعود يضحكون على اللحية ذاتها منذ عقود.. حتى أنهم أقنعوا أميركا بأن انتماء 15 من أصل 19 من منفذي تفجيرات 11 أيلول إلى السعودية لا يعني أن مملكة الرمل تصنع الإرهاب وتصدره! لعبة ساذجة أن تتلاعب أميركا بمفاهيم الإرهاب والاعتدال وتعريفيهما، وأكثر سذاجة أن تصدق أميركا أن ثمة من العرب لا يزال يصدقها.. لكن : هل يستحق العرب ألعاباً أذكى؟ لا أظن، لأن من يصدق أن أميركا تتوسل السعودية وقطر وتركيا لضمها إلى تحالف الحرب على داعش.. يصدق في المقابل أن أوباما لا يزال يبحث عن علمانيين وليبراليين وماركسيين ويساريين في قوائم جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وغيرها!! |
|