تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الفن المشاغب !!

رؤيـة
الثلاثاء28-4-2015
فاتن دعبول

لقب «بالفن المشاغب» ومع ذلك بقي الكاريكاتير يمثل إحدى الوسائل البسيطة والمؤثرة لإيصال فكرة ما أوعبرة أوقضية إلى الناس والمعنيين في الآن نفسه.

ولطالما مثلت تلك المساحة التي تحتلها لقطة كاريكاتيرية صنعت بعناية وذكاء ووعي، استراحة للقارئ من عناء قراءة المادة الجافة، إلى أن أيقن المتلقي ضرورة تصفح الجريدة من آخرها بحثا عن متعة المعلومة وطرافتها وعمقها حيث تمتزج النكتة الخفيفة بالجد بطريقة مرحة متجاوزة جميع الأبواب السياسية منها والثقافية والاجتماعية وغيرها.‏

ففنان الكاريكاتير يعمل كما في المرآة المحدبة والمقعرة، يظهر الوجه غير الطبيعي، بتضخم هنا أوضمور هناك ولكن «غير الطبيعي هذا» مأخوذ من الطبيعي الذي فينا وبين الأصل والسطحي والخيال العميق يستمد الكاريكاتير مصداقيته وسبب وجوده ومعالجته لقضايا واقع مليء بالسلبيات.‏

ومع ذلك نجد ابتعاداً عن هذا الفن العريق الذي حفل تاريخه بإبداعات كبيرة لفنانين اثروا الساحة الفنية التشكيلية بالكثير من لوحاتهم المعبرة والتي كان لها كبير الأثر والصدى على المجتمعات لأنها تعبر عن مخزون الذاكرة وتمسك بالموروث الثقافي لتضيء حقيقة ورثها عن الاجداد وتوجها برؤية تاريخية.‏

هو فن تشكيلي بامتياز وإن اختلفت أدواته وصيغته حيث تستطيع عين الفنان اللاقطة أن تعيد إلى المتلقي الحقائق المفقودة والبديهيات التي ذابت في الغيوم.‏

ونحن إذ نحتفل كل يوم بافتتاح معارض للفنون التشكيلية على اختلاف أنواعها، نفتقد لهذا النوع من الفنون العريقة والهامة الذي يمثل جزءا من ثقافة أمتنا وأداة للسمووالامتاع ووسيلة لحفظ الهوية، ندعو المعنيين بالشأن الفني والتشكيلي إلى تشجيع الجيل الحالي من الرسامين ودعمهم للارتقاء بهذا الفن الذي لطالما كان حاملا لقضايا الأمة وهمومها بنكهة مميزة، ولطالما كان لسان حال الشعب المدافع عن الحق، فهل يحظى بالاهتمام الذي يليق به ؟!.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية