تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دجاجة حفرت!

نقش سياسي
الأثنين 30-10-2017
خالد الأشهب

كاد مسعود برزاني أمس أن يذرف دمعاً لا يشبهه دمع سوى دمع التماسيح وهو يبلغ برلمانه نيته التخلي عن رئاسة الإقليم الكردستاني مطلع الشهر القادم أي بعد غد،

إذ حل محل الخروف الوديع وندب حظه مع الجميع حتى أميركا، ولم ينس أن يعيد فلسفة بعض المفاهيم القيمية التي أعاد تفصيلها على قياسه وقياس إقليمه !‏

وجد البرزاني أن تسليم بعض الأراضي العراقية للجيش العراقي على يد بعض منافسيه «الجلال طالبانيين» مؤخراً في كركوك ونينوى وصلاح الدين وغيرها هو «خيانة عظمى».. لكنه لم يجد خيانة عظمى في الاستيلاء عليها أصلاً بالقوة وبذريعة الدفاع عنها في وجه داعش، ولم يجد خيانة في سلخ جزء من شمال العراق بذريعة خصوصيته العنصرية !!‏

وجد البرزاني في استقلال إقليمه وفي ما سماه حرية «شعبه» ولو على أراضي الغير حقاً.. لم يجده في توق العراقيين عامة إلى الحرية والاستقلال من داعش أو من غيره، وهو بالطبع، سيرى غداً في احتلال «قسد» البيشمركة السورية للرقة ودير الزور والقامشلي والحسكة وغيرها من شمال سورية الشرقي حقاً مماثلاً، ولن يتذكر شيئاً من معاني الخيانة العظمى ؟‏

لكن الساخر المضحك في حفلة الندب والعويل التي قدمها البرزاني كممثل فاشل هو استغرابه الشديد صمت الأميركيين عما جرى وتخلي أميركا عنه في لحظاته الحرجة.. وكأنه ما اعتاد من الأميركيين إلا الوفاء والإخلاص، بل وكأنه أعمى أصم عن كل ما فعلته أميركا معه ومع من هم أهم كثيراً منه ومن إقليمه في المنطقة العربية عامة، فبدا كالدجاجة التي حفرت وعلى رأسها..؟؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية