|
مراسلون بتراب الوطن تكحلت عيونكم وبدمائكم الزكية رويتموه فاخضرت السنابل وتفتحت الأزهار، لقد كرمكم الله سبحانه وتعالى بأن جعلكم أحياء عنده ترزقون وقد وصفكم القائد الخالد حافظ الأسد بقوله «الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر» مقدر لأمتنا العربية منذ قرون أن تكون مطمعاً للاستعمار بكل أشكاله وأنواعه طمعاً بثرواتها ومقدراتها، ولكنها بنضالات رجالاتها وتضحيات شهدائها كانت دائماً تنتزع النصر وتفوز بالحرية والاستقلال، أبناء جبل العرب كغيرهم من أبناء شعبنا الأبي في سورية خاضوا معارك عديدة ضد الاحتلال العثماني في منطقة اللجاة وخراب عرمان والشقراوية وقنوات ومفعلة وغيرها، فبعد أن وطد سامي باشا الفاروقي سلطة الدولة العثمانية في الجبل غادر دمشق كي لا يشهد بنفسه بقية فصول المحنة التي أنزلها جيشه في قرى الجبل كافة حيث ألقي القبض عام 1910 على مئات الوجوه والأعيان ونكل بهم وتوفي الكثير منهم وهم في طريقهم إلى المنافي والسجون ، وسيق المئات من الشباب للخدمة العسكرية الإجبارية في بلاد الأناضول وأصدرت المحكمة العرفية بدمشق حكمها بالإعدام شنقاً على عدد من مناضلي الجبل وهم ذوقان الأطرش - يحيى عامر- مزيد عامر- هزاع عز الدين-٠ محمد القلعاني- حمد المغوش ونفذ الحكم على دفعتين في شهر آذار عام 1911 في ساحة المرجة بدمشق لتبدأ القافلة الأولى من الشهداء على مذبح الحرية. ووصل عدد شهداء الجبل خلال المعارك التي خاضوها ضد العثمانيين أكثر من 1350 شهيداً وفي معارك الثورة السورية الكبرى 4064 شهيداً، ولم يكن شهداء السادس من أيار الذين لا تزال قاماتهم شامخة تملأ ساحتي المرجة والحرية في دمشق وبيروت، منذ ثلاثة وتسعين عاماً سوى أولى القوافل التي عبرت على طريق الحرية لتسير عليه جميع قوافل الشهداء في معارك البطولة والتضحية والفداء ضد المستعمر الفرنسي والاحتلال الصهيوني في حرب تشرين التحريرية وفي فلسطين ولبنان، والعراق ضد الاحتلال الأميركي. القائد الخالد حافظ الأسد آمن بالشهادة رسالة ومدرسة وواجباً مقدساً ومن أجل هذا كانت بصماته واضحة في مختلف المجالات التي تتصل بالشهادة والشهداء فمدارس أبناء الشهداء، من صور الرعاية وإقامة النصب التذكارية وتسمية المدارس وتأمين السكن والتذكير ببطولات وتضحيات الشهداء صور من تكريم الشهداء ويستمر النهج بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، دماء الشهداء هي التي تصنع الأعياد وسنظل نحتفل بعيدهم مادامت الشمس تشرق كل يوم. |
|