|
قاعدة الحدث في ذكرى الانقلاب أهدى أردوغان لنفسه صفقة الـ»اس 400» مبددا
حالة الفزع التي انتابته تلك الليلة من داخل أسواره فانزوى في غرفة الحرملك متوعدا خصومه الذي بقي ينتقم منهم حتى هذه اللحظة .. ثمة من يتساءل ماذا يريد أردوغان من صفقة كهذه مع روسيا قد توتر العلاقات أكثر بينه وبين البيت الأبيض؟ .. فيأتينا الجواب من اساس الخلاف بين أردوغان وترامب هنا في مساحة الملف السوري، حيث تدعم واشنطن الأكراد العدو «الهاجس» لأردوغان ..وتأتينا أيضا من علاقة هؤلاء الحلفاء الهشة.. فبعض التحليلات تجد أن أردوغان يحاول مواجهة الناتو بسلاح غريب عن ترسانته وقد لا يلتقط شيفرته ولا يستطيع تعطيله ما يضمن للسلطان عدم الانقلاب العسكري عليه داخل حلف الناتو أيضا.. ولكن ما تداعيات هذه الصفقة خاصة أن الـ «اس 400» أثبتت نجاحا أكبر من الباتريوت الأميركي والتي فشلت في العديد من البلدان وهو ما أكدته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية في احدى تقاريرها، حيث قالت: إن هجمات انصار الله في اليمن بالصواريخ والطائرات المسيرة كشفت نقاط ضعف في الدفاعات الجوية لدى السعودية التي تعتمد نظام باتريوت الأميركي، ناهيك عن الفرق الشاسع في السعر بين المنظومتين إذ أن المنظومة الروسية كاملة يبلغ ثمنها 500 مليون دولار، في حين يبلغ ثمن بطاريتين فقط من منظومة باتريروت أكثر من مليار دولار أميريكي. ولكن لحظة هبوط الطائرات الروسية التي تحمل المنظومة على الأراضي التركية تراجع سعر صرف الليرة التركية وغدا من غير المنطقي أن يوفر الأتراك بضع مليارات ويخسروا الاقتصاد التركي اضافة الى عقوبات أميركية تشمل صفقات بيع وشراء العقارات، وفرض قيود على الاستثمارات في السندات الأميركية، وتقييد وصول الشركات التركية إلى القطاع المالي الأميركي، فيما يمكن لترامب أن يطلب من مؤسسات مالية دولية مثل صندوق النقد الدولي رفض تقديم قروض للمؤسسات التركية التي سيتم مقاطعتها ما من شأنه أن يكون له نتائج كارثية على الاقتصاد التركي. وفي المقلب الآخر فانه من غير المنطقي أن تحاسب واشنطن أنقرة على اقتنائها منظومة دفاع روسية بحجة أنها دولة من الناتو، بينما تقتني اليونان التي تعتبر جزءا من حلف شمال الأطلسي منظومة «إس300» منذ سنوات ولم تقابلها واشنطن بهذه التهديدات والعقوبات ما يجعل أسباب الرفض الأميركي أبعد من خروج تركيا في منظومتها الدفاعية عن سرب الناتو. في الحقيقة تجد التحليلات أن واشنطن تخشى من التقارب الروسي التركي من خلال هذه الصفقات العسكرية والتي تمتن العلاقات عادة بين الدول بل ان البيت الأبيض يخشى أن تخرج تركيا من تحت المظلة الأميركية وتشجع باقي الدول على هذه العملية خاصة أن هناك نيات من السعودية والهند وقطر والجزائر ودول أخرى لاقتناء المنظومة الروسية والدخول بصفقات واسعة مع روسيا التي تحمل علاقاتها الدبلوماسية صورة أكثر ثباتاً من العلاقات الأميركية،ويبقى السؤال هل ستكون لصفقة الـ»اس 400» تداعيات أكثر على العلاقات ما بين واشنطن وأنقرة ؟.. الجواب واضح من السلوك التركي ومن محاولة عدم التصعيد الأميركي، حيث تسعى أنقرة للحفاظ على حالة التنسيق مع واشنطن في ملف شرق الفرات السوري، وخصوصاً فيما يتعلق بما بات يسمى بـ»المنطقة الآمنة»، وأبلغ أكار القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، خلال الاتصال الهاتفي، بأن شراء تركيا منظومة «إس400» الروسية للدفاع الصاروخي لا يعني تغيير أنقرة توجهاتها الاستراتيجية، مضيفاً أن الصفقة ضرورية، إلا أنه لم يتم الحديث عن أي ردة فعل أميركية حول الطلب التركي، والأكثر من ذلك فقد طالب أردوغان ترامب بأن يجد وسط الأرض الذهبية في العلاقة بين أنقرة وواشنطن من جهة وموسكو وأنقرة من جهة آخر، وقال أردوغان حرفياً على ترامب مساعدتنا لرفع العقوبات التي ستفرض بسبب وصول الـ»إس 400» فما هو سر هذه الثقة بوقوف مطلق لترامب مع أردوغان؟ |
|