|
البقعة الساخنة الذي يمد الخبر ويجزره بحسب الطقس السياسي لوكالته أو أمنيات مموله , فما بالكم إن كان الخبر عن الميدان السوري في هذه اللحظات السياسية المحرجة للغرب ..فهنا لاعجب ببث التقرير الاخباري عن انتصار وهمي لقوات سورية الديمقراطية «المدللة» اميركياً ثم سحب الخبر وترك التفسير أحجية للجماهير القارئة .. بالأمس همت وكالة الأنباء الألمانية بتوزيع بطاقات التهنئة بسيطرة قسد على حقل النفط السوري خبرا على الوسائل الاعلامية في انحاء العالم , وبعد اقل من نصف ساعة ارتدى هذا الخبر قبعة الإخفاء ,وغدا كحلم منسي في لحظات الاستيقاظ, حتى اذا فتشت عن اثاره تجدها في الذواكر الالكترونية التي تحتفظ «ببراءة «عفوية بكل مانشر بالدقيقة والثانية . ليس ماجرى بالأمس حالة استثنائية في الثقافة الإعلامية المنتشرة حالياً بين وكالات الأنباء الدولية فقد سبقتها آلاف الحالات ,ومنها من أشعلت حروباً عالمية بكذبة , لكن ذروتها بلغت حداً غير مسبوق يرتقي لمستوى الفضيحة في عمر الأزمة في سورية , واللافت أن المخرج القانوني والطبيعي للخطأ الاعلامي المنشور يتجلى عادة في صورة اعتذار الوكالة عن الخبر او التنويه لعدم دقته, وهو أمر متعارف عليه دولياً لم يظهر مرة واحدة في كل الأخطاء الكثيفة والمتراكمة لهذه الوكالات عن الحدث السوري ,مايرشح حالة الخطأ هذا لاحتمالين لاثالث لهما ,فإما أن مراسلي وكالات الأنباء يبثون أخبارهم من غرف نومهم الغارقة بأحلام أسيادهم السياسية ,أو أنهم قبضوا ثمن دفن الحقيقة تحت سطور تقاريرهم حفنات من الدولارات , ولانستبعد أن يلتقي الاحتمالان في ذمة متوفية لصحفي واحد. قد يؤخذ على الاعلام السوري أو حتى يلام من الاصدقاء والأعداء ترويه وتأنيه في تأكيد خبره أو نفيه , ولكن هذا حق وواجب اعلامي في المشهد الميداني لمعارك مع عصابات ارهابية وأخرى انفصالية ويحتاج لتأكيد الحسم أو التكتم للحفاظ على الأسرار والخطط العسكرية وفي الانتظار حقيقة جلية .. أما ان يبثوا الكذبة ويبتلعوا السنتهم ..فهو نوع صحفي جديد ظهر على ملامح وكالات الأنباء العالمية الحبلى بغرف الاستخبارات والعاملة على مبدأ انسحاب تكتيكي من وراء الخبر, واكذب اكذب فالزهايمر الاعلامي مرض العصر.. |
|