تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كلام نواعم .. ناعم زيادة عن اللزوم

فضائيات
الاحد 25 /6/2006
رهادة عبدوش

لا أعرف معنى تسمية برنامج كلام نواعم بهذا الاسم, هل لأن مقدماته نواعم من الجنس اللطيف? أم لأن كلامهم ناعم لدرجة أنه لا يصل إلى أحد أو يصل بطريقة لاتزعج أحدا إلا النساء !!?

قد أفهم أن يأتي ظلم المرأة ممن حولها من رجال أو نساء ينقصهن الوعي والقدرة على التغيير. لكن أن يأتي ظلم المرأة من نساء من المفروض أنهن وصلن إلى درجة من التعليم والوعي والمسؤولية فهذا لا أفهمه ولا أعطي له عذرا.‏

وهذا ما وجدته في برنامج ( كلام نواعم) على قناة ( MBC) وسأخص بالذكر الممثلة المقدمة ( فرح بسيسو) والمقدمة ( فوزية) اللتين لا تتركان موضوعا يخص المرأة إلا ووقفتا الموقف المضاد منه مما يحير المتابع هل هما ضد المرأة وضد المساواة مع الرجل حقا? أم انهما تطمحان لإرضاء جهات معينة قد تفتح لهما أبوابا أكثر في الحصول على فرص أكبر في برامج جديدة وقنوات جديدة.‏

لن أطلق أحكاما عليهن ,فقط سأعرض مقتطفات من بعض آرائهن في عدد من الحلقات ولكم أنتم الحكم:‏

في إحدى الحلقات التي دارت حول حق المرأة السعودية في قيادة السيارة استهجنت ( بسيسو) مطلبة النساء بحقهن في قيادة السيارة بتأكيدها على أن هذه ليست قضية ولا تدل أبدا على أن حقوق المرأة ناقصة فلماذا يصنعون منها قضية مستسخفة طلب المرأة لهذا الحق متجاهلة أن هذا الطلب ليس لأن المرأة تريد التسلية وليس لأنها تريد المرح واللهو, بل لأنه مجرد خطوة تريدها لإزالة نير الاستعباد المحيط بعنقها وليس معنى هذا أنه الحق الوحيد الذي تحتاجه لكن حتى هذا الحق البسيط السخيف بنظر (بسيسو) محرومة منه أما ( فوزية) في لقائها مع عدد من الشباب الذين يرفضون عمل المرأة خوفا عليها وصيانة لها خرجت بنتيجة مفادها أن المرأة في أحسن حال وما الأصوات المسموعة سوى حسد وضغينة على حالها .‏

وفي حلقة أخرى راعني ما قالته (فرح) عن ال (35) امرأة اللواتي أصبن بعدوى من رجل مريض بالإيدز حيث صرخت بانفعال: اعتبر هذا عقابا ربانيا لهؤلاء النسوة رغم محاولات إحدى زميلاتها بالتعليق على هذا الموضوع أنه لا يفسر بهذه الطريقة وليس من المفروض معالجته بسطحية, استمرت ( بسيسو) بالتأكيد على أنهن مخطئات وهذه عقوبة عادلة مؤكدة أن نساء الأرض جميعا لهن القدرة على اتخاذ القرار (مثلها) وعلى التحكم بجسدهن متجاهلة أن هنالك نساء يتاجر بهن من قبل أقرب الأشخاص لديهن دون أن يحرك أحد ساكنا.‏

وانتابتني رغبة بالضحك عندما أكدت ( فوزية) في إحدى الحلقات أن بعض النسوة تستأهل الضرب كالمرأة التي تحمل شهادة عليا ولا تعرف حقوقها الشرعية, وكالنساء اللواتي أصبن بالإيدز نتيجة العدوى, فالعصى من الجنة. وطبعا بموافقة بسيسو.‏

أما الموضوع الهام الذي تؤكدانه بكل حلقة هو أننا لا نسعى إلى المساواة بين المرأة والرجل فهذا مسعى غربي بعيد عن ثقافتنا ومجتمعنا العربي إنما نطمح لأن يقوم كل من المرأة والرجل بواجباتهما تجاه بعضهما حسب تقاليدنا العصماء.‏

تلك كانت بعض من آرائهن خلال البرنامج, قد يكون هذا خط البرنامج وهكذا يريد القائمون عليه. لكن من يدعي أنه على درجة من المسؤولية والثقافة عليه أن يكون صاحب موقف لا كالناعمتين اللتين تسعيان لارضاء أصحاب النفوذ والقرار. وهذا( وهنا المشكلة الكبرى) أن تكون هذه نظرتهما فعلا وهما محسوبتان على النساء المنفتحات المثقفات القدوة لكثير من الناس الذين يعتبرون التلفزيون مصدرا للمعلومات.. ومن هنا لا يسعني إلا أن أدعو ( فرح بسيسو) أن تعود إلى التمثيل فخطرها هنالك أقل أما الأخرى فيكفيها ما قامت به من جهود خلال مسيرتها الحياتية لتستريح وتريح.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية