|
البقعة الساخنة بين تلك السياستين تسير الاجراءات الاسرائيلية لتطبيق خطة الفصل في الضفة والقدس المحتلة على قدم وساق, فيما العرب منشغلون بقضايا اخرى, والعالم يلفه الصمت ازاء عدوان متواصل لم يستثن الاطفال والعزل في كل منطقة بغزة والضفة ولم تعد لدى اوروبا مشكلة سوى البحث عن الية لايصال المعونات للشعب الفلسطيني بطريق ترضي العم سام ولاتغضب الاحتلال. بالامس القريب يجاهر اولمرت بالقول ان حدود اسرائيل من البحر الى النهر ولايجد من يرد عليه ليبدو المشهد وهو يخاطب حضورا متميزا وكأنه يتحدث في عالم آخر اوحضور لا يريد ان يسمع. تصوروا اولمرت الذي كان ظلا لشارون و برر لقواته مجزرة غزة وهود معظم القدس المحتلة ابان ترؤسه لبلديتها يحاضر بمجموعة من حائزي نوبل يفترض انهم يمثلون صفوة الرافضين للاحتلال و المدافعين عن السلام والحق ليبدو المشهد وكأن القتل والاحتلال والارهاب يتحول بالصناعة الاسرائيلية الى امر مسموح ومرغوب به وربما يحتاج الى جائزة نوبل !!. .. من يدري ألم يحصل مرتكب مجزرة قانا شمعون بيريز على جائزة نوبل .. وربما كان شارون ينتظرها لولا تدخل القدر ومنحه نوبل على طريقته. مع الاسف لم يع بعض العرب حتى الان بأن دفع اسرائيل الى السلام لا يتأتى بالتمنيات ولا بالمؤتمرات ولا بتلبية الطلبات وكذلك لم يع هؤلاء بأن اللجوء الى هذا الاسلوب يجعل اسرائيل اكثر تصلبا وعنجهية وعدوانية ويمنحها المزيد من الوقت لطبخ خططها في الضفة على نار هادئة. مشكلة العرب انهم لا يتعلمون من دروس الماضي ويكتفون بالصمت حين يكتشفون لاحقا بان تقديراتهم كانت خاطئة ولا يتورع البعض منهم عن القول تهربا من المسؤولية: ليس بالامكان اكثر مماكان. مايبقي الامل قائما بأن الحق سيعود الى اصحابه هو موقف اولئك الذين تمسكوا بالحقوق وعرفوا طبيعة اسرائيل ورفضوا الانصياع لشروط الرباعية وفضلوا رد العدوان والاستشهاد على خيارات استثمرتها اسرائيل وخسر فيها العرب اكثر مما ربحوا بكثير!!. |
|