تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حديث الأرقام

ع.المكشوف
الاحد 25 /6/2006
مصطفى المقداد

من المؤكد أن حديث الأرقام هو التعبير الأكثر دقة في توصيف أي حالة اقتصادية أو اجتماعية أو غيرها, ودوما ما يقطع الشك باليقين بعد عرض الأرقام في المواجهات أو الاختلافات في الرأي, أو تحديد الموقف من قضية معينة.

وقد حبا الله بعضاً من مسؤولينا قدرة كبيرة على حفظ الأرقام تبدأ من المعرفة الدقيقة بأعداد العاملين في مؤسسة صغيرة, مروراً بالخطط التنفيذية وتتبع تنفيذ مراحلها المختلفة وصولاً إلى إجراء مقارنة كلية وموازنة فيما بين القطاعات المتشابهة.‏

ولكن أخطر ما في الأمر, أنه يمكن استخدام هذه النعمة في محاولات لتضليل أصحاب القرار من خلال استعراضات غير صحيحة لأرقام مجتزأة من مجموعة متكاملة.‏

ويزيد من هذا الخطر, تباين الأرقام في ظل عدم اعتماد مرجعية محددة مسؤولة عن تقديم رقم احصائي دقيق ومعتمد وحيادي.‏

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المكتب المركزي للإحصاء, والجهود التي بذلها على مدى أكثر من خمسين عاماً ليكون الهيئة الرسمية المعتمدة لتقديم أرقام وبيانات احصائية دقيقة, فإن ثمة جهات رسمية أو خاصة, وداخلية أو خارجية تتبنى إصدار بيانات تتعلق بالاقتصاد والتطور العمراني, والتبدلات السكانية قد تفضي إلى اختلافات في تقدير الموقف, الأمر الذي ينعكس تبايناً في القرارات, وضياعاً في حصاد نتائج الخطط..?!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية