|
دراسات إلا أن معظمنا قد اكتشف بأن كارل روف وسكوتر ليبي لم يقوما بانتهاك حرمة اي قانون , الا أن هوارد ديان الذي يشغل منصب رئيس الحزب الديمقراطي قال إننا في حاجة ماسة للتعلم والنظر إلى مجموع العبر الناتجة عن هذه الفضيحة. السبب الذي وضع كلا من روف و ليبي في مأزق هو أنهما كانا في حالة هجوم وهو الشيء الذي اعتاد عليه الجمهوريون ضد كل من ينتقدهم أو يعارضهم وقد قال ديان إن الشرخ الرئيسي في إدارة بوش هو الهجوم الشخصي على الأفراد وما أعنيه بالهجوم الشخصي هو هل كان بإمكان أحد ما أن يتصور بأن انتقادات الرئيس بوش قد تنحدر أو تصل إلى مثل هذا المستوى او القدر, اذ كثيرا ما عاب ديان على الديمقراطيين استخدامهم لبعض المفردات غير المحببة مثل ( كاذب - مخبول - فاسد وشرير) وهناك سبب آخر للاهتمام في التحقيق وهو كيف تم تسريب معلومات خاصة بجهاز الاستخبارات الأميركي اذ إن التحقيقات لم تكن حول سكوتر ليبي وكارل روف, إنها حول الحقيقة التي اكتشفناها مؤخرا وهي أن الرئيس بوش لم يخبرنا بالحقيقة عندما ذهبنا إلى العراق, ما يعني أن كل هؤلاء الاشخاص الذين التزموا الصمت وشاركوه في حجب بعض المعلومات هم أشخاص متواطئون. إن خطة إدارة بوش في تغيير دول الشرق الأوسط قد صعقتني وعندما سألت المختصين والخبراء في النظام الديمقراطي تنبؤوا من أن الجيوش الأميركية سوف تبقى عالقة في مستنقع العراق لمدة خمس سنوات على الأقل إن لم يكن مدى الحياة, الا أنني لا أفهم سبب فرح الديمقراطيين واعتقادهم بأن كلا من ليبي وروف سوف ينالان ما يستحقان لادعائهما بأن العراق يملك أسلحة دمار شامل, اذ كان هناك تعطش شديد للإمساك بأي دليل على وجود أسلحة دمار شامل في العراق مهما كان صغيرا, وقد كان لديهما العديد من الرفاق الذين شاركوهما تلك الهواجس والشكوك منهما من قبل الديمقراطيين مثل بيل وهيلاري كلينتون الا أن عملاء الاستخبارات الأميركية أنفسهم لم يكونوا واثقين أو متأكدين تماما مما كان يجري داخل العراق كما كانوا يجهلون ما كان يجري في أي مكان آخر. أفرط عملاء الاستخبارات الأميركية في تقديرقدرات ومؤهلات العدو وبعد عام 1991 كان ل ( سي آي إيه) دافع خاص لاغتنام أي فرصة أو إشارة تدل على وجود أسلحة دمار شامل في العراق, ولكن ومثل أي حكومة بيروقراطية تتركز السلطة فيها بأيدي جماعات من الموظفين فمن البديهي أن تحاول الحفاظ على ذاتها من الأذى, وقد حاولت أن تقي مراهناتها بواسطة نشر تحذيرات تتعلق بعدم دقة أوصحة المعلومات المقدمة وقد كانت النتيجة كما أرخها ستيفن هايز تناقضا في تنظيم وتقييم الجنود من قبل ال ( سي آي إيه) قبيل ذهابهم إلى الحرب, تبعها إلقاء اللوم على البيت الأبيض لمبالغته في تقييم حجم التهديدات وقد كان جوزيف ويلسون أحد الذين قاموا بتسريب بعض المعلومات وقد وجه اتهاما صريحا للبيت الأبيض الذي يدعي كذبا أن للعراق نوايا سيئة رغم إثباته عدم صحة تلك الاتهامات وقد تأثر البيت الأبيض جراء تسريب بعض جوانب القصة من الحط من قدر ويلسون, وقد أثبتت التحقيقات اللاحقة وبالدليل القاطع زيف الادعاءات وقد يعتقد أي منا أنه من الملائم جدا أن يطرد كل من قام بتسريب معلومات كعقاب على عدم اكتراثهم في كشف النقاب عن عمل زوجة ويلسون كعميلة للاستخبارات, لكن وحتى وقتنا هذا لايوجد دليل واحد على أنهم ادركوا بأن ما قاموا به هوعمل غير قانوني أو أنهم انتهكوا شرعية القانون الأميركي خصوصا وأن زوجة ويلسون تعمل كعميلة سرية, ويتوقع أي منا أن يطرد ليبي على حماقته بسبب الرسالة التي كتبها وأعطاها ل جوديت ميلر المراسلة الصحفية في النيويورك تايمز لكن لا يوجد هناك أي قانون يجيز احتجاز أحد ما من أجل تسريب معلومات صحيحة دون وجود اي نية جرمية, ويعيّن المدعي العام من أجل النظر والتحقيق في جرائم خطرة ولم يعين من أجل الكشف عن دلائل او بينات من أجل أن يلقي البيرقراطيون باللوم على بعضهم البعض عندما لا تسير الأمور على ما يرام. وفي ذات الوقت لا يمكن اتهام أحد بانتمائه إلى الفريق الذي كان مؤمنا إيمانا خالصا من أن العراق يمتلك اسلحة دمار شامل, لأن أخطاء وعثرات السياسة الخارجية لم تعتبر في يوم من الأيام انتهاكا لحرمة القانون أو شرعيته. |
|