|
فنون وعايشت الكثير من التجارب الدرامية المتنوعة, فوجدت لكل تجربة خصوصيتها وجماليتها وتحديداً كونها ترى الفن بماهيته يكمن في كل تفاصيل الحياة على غناها وآليته, هي من تحول الأشياء إلى الأجمل والأفضل. التقينا الفنانة أماني الحكيم, وفي البداية تناولت المشاركة في العمل التلفزيوني الغاوي) فقالت عنه: >> أجسد فيه دوراً فيه مسحة كوميدية عبر العمل الذي ألفه الأستاذ عبد النبي حجازي ويخرجه الأستاذ علاء الدين الشعار, وهذه الشخصية لها ميزتها الخاصة التي تعج بالظرافة والخفة التي تظهر عبر المحاولات المتكررة في محاربتهم الفقر ضمن قالب كوميدي ظريف, ويأتي دوري ضمن تنوع قصدته بعد أكثر من مشاركة جادة كان آخرها (محطة 30) وهي دراما اجتماعية بحتة, بحثت في مرحلة عمرية من كافة الجوانب التي تهم المرأة عامة ومحطة الثلاثين خاصة, حيث جسدت دور (سلمى) من بين خمس صبايا لكل واحدة منهن عالمها الخاص, فصور العمل معاناة المرأة بالتركيز على مشكلات متنوعة وتسليط الضوء على واقعها من زواية مختلفة. > كيف أثر على خطواتك الفنية وجودك ضمن أسرة كل فرد فيها يعمل في الفن..? >> كان هناك تشجيع أوصلني إلى الرغبة بالعمل في الفن وجعلني ألمس أن الفن مسيرة رائعة وعظيمة في الحياة وقد عرفته بأنواعه وتفاصيله منذ أن وعيت الحياة فأدركت أنه شيء عظيم, إذا ما تعمق الفرد في عوالمه ومفرداته وأهدافه, وإن كان ذلك يستلزم أن يرهن الإنسان كل حياته وما فيها لخدمته, وقد زرع الأهل فيّ أحاسيسي بهذه الآفاق والطموحات. > بعيداً عن الأهل كيف تعاملت على الصعيد الشخصي والمهنة..? >> لدي الهاجس الدائم بالبحث عن الأحسن في عملي وأملك الحافز القوي في داخلي لخوض كل ما من شأنه أن يطور من عملي وتحسينه, فأحاول استثمار أي شيء لمصلحته, عبر المتابعة والبحث في الأدوار والعمل عليها أو القراءة التي أفضل منها الروحانيات لأن فيه تنمية وتهذيب للروح, كي يترك بصمات واضحة أيضاً في الاختيار لأعمال راقية تهذب الروح وترفع من مستوى التذوق الجمالي وتقديم الجديد. > برأيك ما الذي يدعم كل ذلك في الواقع العملي..? >> عندما نبحث عن مقولة العمل بشكل أساسي والتمحيص في ماهية الدور وأفكاره وعن إمكانية تقديم الفكرة والحالة الجديدة, كما لا يهم بالنسبة إلي مساحة الدور قياساً لمضمون العمل, وقد أجسد دور ضيفة شرف بعشرين مشهداً شريطة أن يحمل الدور أبعاده العميقة والتي تمنح المشاهد رؤية أفضل, مثلاً في (حاجز الصمت) جسدت شخصية الضرة الإيجابية وكيف يجب أن تكون بعيدة عن تلك الصورة النمطية المفروضة عليها كيفما تحركت, متناسين أن تلك الضرة إنسانة قبل كل شيء وبحسب بيئتها ورؤيتها تتصرف في الحياة, لا أن نضعها على الدوام في قالب من حديد لن يتغير مهما حصل, ولن تخرج منه أبداً. وأقول هنا إنه يتوجب على الفنان أن يدرك أنه يملك قوة تأثير خاصة لما يقدمه عبر الفن, لذلك كلما كان الانتقاء ذكياً ويعتمد على التفكير المنطقي كلما حقق النتيجة التأثيرية المطلوبة ولفت الأنظار في نفس الوقت لأفكار إيجابية, فالفن الحقيقي لا شك يترك أثره على الناس والدراما يمكنها أن تضيء جوانب كثيرة من حياتنا لتطويرها نحو شكل أفضل, من هنا أعتبر نفسي مسؤولة عن أي كلمة وعن أي دور ولا أرغب أبداً في أن أقدم أعمال مجانية تفتقر للهدف الجيد, خصوصاً أنه يوجد الكثير لقوله عندنا في ظل الظروف التي نعيشها والمؤثرات الطاغية التي تفرض نفسها على عالمنا وشبابنا الذين يتأثرون بالغرب وينبهرون به, فعلينا أن نسلط الضوء على ذلك ونحافظ على ثوابتنا ونعود لحضارتنا نستأنس بأسسها وقيمها ومبادئها, وفي هذا فإن العولمة التي تخيف الكثيرين لن تقوى على إماهة ثوابتنا, ويمكن القول بقدر ما نحافظ على تلك الثوابت نكون قد قدمنا الكثير عبر الفن والدراما. > واقع الوسط الفني بمعطياته هل يؤهب الفنان لإعطاء الأفضل? >> إن الفنان السوري يعمل بمعطيات قليلة بمنتهى الإخلاص والتفاني والإرادة ويبذل جهوداً جبارة كي يقدم دراما متميزة وراسخة في زمن الضغوطات والإمكانات البسيطة, فلا يسعنا إلا أن نحترم هكذا دراما وهكذا فنان يجاهد كي يوصل للناس مقولات كثيرة عبر دراما نظيفة تثبت ذاتها على نطاق عربي, رغم أن الظروف المتاحة ليست بالشكل الأمثل, وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن الفنان السوري لديه حب أصيل لفنه. |
|