تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مقتل النائب تويني و(3) آخرين بتفجير سيارة مفخخة ببيروت... سورية تدين : المجرمون يستهدفون الحقيقة و علاقاتنا مع لبنان.. لحود: المستفيدون أعداء لبنان ...النجادة : البصمات إسرائيلية

بيروت - عواصم
وكالات - الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 13/12/2005م
أودى تفجير سيارة مفخخة صباح امس في بيروت بحياة الصحفي والنائب في البرلمان اللبناني جبران تويني مع ثلاثة آخرين اضافة الى اصابة عشرة اشخاص بجروح.

وقد دانت سورية على الفور هذا الحادث الاجرامي وأكدت أن القصد من توقيت مثل هذه العمليات هو توجيه الاتهامات الى سورية في هذا الوقت بالذات حيث يستعد مجلس الأمن لمناقشة تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.‏

وقالت مديرية الأمن الداخلي في لبنان إن السيارة المفخخة انفجرت في منطقة المكلس شمالي بيروت ويعتقد انها من نوع رينو مجهولة الرقم والمواصفات وكانت متوقفة الى جانب الطريق انفجرت لحظة مرور سيارة النائب تويني وهي من نوع لاند روفر.‏

وقد أدت قوة الانفجار التي قدر بعض الخبراء العبوة المسؤولة عنه حوالي 100 كلغ الى قذف سيارة رئيس مجلس ادارة صحيفة النهار المصفحة الذي كان متجهاً الى مقر صحيفته في واد بجانب الطريق ما تسبب أيضاً في احراق نحو عشر سيارات وتحطم زجاج الابنية في محيط 500 متر.‏

واخرجت جثة جبران تويني البالغ 48 عاماً ومرافقيه الاثنين من بقايا السيارة المتفحمة بحضور زوجته سهام وبعض افراد عائلته.‏

وقالت رويترز ان مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم (المناضلون) من اجل وحدة وحرية بلاد الشام اعلنت مسؤوليتها عن حادث الاغتيال.‏

وحاول الخبراء البحث عن اية دلائل تفيد التحقيق لكن الانفجار كان من القوة بحيث لم يتم العثور على بقايا السيارة المفخخة التي سببت الانفجار.‏

ومن اجل تجنب ازدحام السير الصباحي سلك تويني هذا الطريق الفرعي في طريقه من منزله في بيت مري الى وسط العاصمة وكان تويني عاد من باريس امس الاول الاحد.‏

وتفقد مكان الانفجار العديد من الوزراء والنواب.‏

من جهة اخرى ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام ان الحقيبة التي اشتبه باحتوائها عبوة ناسفة في منطقة المصنع شرقي لبنان صباح امس كانت خالىة من المواد المتفجرة وتبين بعد فحصها من جانب عناصر الهندسة في الجيش اللبناني انها تحتوي على مفاتيح وبراغي.‏

سورية تدين الاعتداء‏

وفي دمشق صدرت ادانات متوالىة لهذا الاعتداء الاجرامي .‏

فقد دانت لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب جريمة الاغتيال معربة عن استنكارها الشديد لمثل هذه الاعمال الارهابية التي تستهدف امن لبنان واستقراره والسلم الاهلي فيه.‏

واكدت اللجنة ان من يقف وراء هذه الاعمال الاجرامية وينفذها هم اعداءلبنان وأن سورية حريصة على السلم الاهلي والامن والاستقرار في لبنان. واكد وزير الاعلام الدكتور مهدي دخل الله في حديث مع تلفزيون (ال بي سي) ان اعداء لبنان لن يسمحوا للبنان بالاستقرار والمحافظة على سلمه الاهلي مشيرا الى ان السلام بدأ يتزعزع في لبنان مع التدخل الاجنبي.‏

واوضح ان سورية تدين اعمال الارهاب ولا توافق على هذه الوسيلة بغض النظر عن الاختلاف السياسي مع هذا الشخص أو ذاك.‏

ولاحظ ان الوضع الامني كان وطيدا اثناء الفترة السابقة واختل بعد التدخل الاجنبي فيه ومحاولات تطبيق ما يسمى بالفوضى البناءة.‏

ولم يستبعد ان تكون هذه السلسلة من الانفجارات تصفية حسابات بين طرف وطرف آخر من الفرقاء في لبنان.‏

وكان مصدر اعلامي رسمي دان بشدة الحادث . واكد المصدر للوكالة العربية السورية للانباء ان تعمد بعض الجهات اللبنانية الى الاسراع في اتهام سورية باي عملية تفجير او اغتيال تقع في لبنان وماصدر عن البعض من اتهام لسورية هو امعان في توتير العلاقة بين سورية ولبنان وهو افتراء على دور سورية التي تنبه باستمرار الى خطورة مايجري على استقرار المنطقة.‏

واوضح المصدر ان من يتهم سورية يكمل عمل المجرمين الذين يفجرون في لبنان والذين يستهدفون سورية ولبنان والحقيقة.‏

وقال المصدر الاعلامي ان سورية التي عملت على اخراج لبنان من الحرب الاهلية الى السلم الاهلي والتي تعمل باستمرار على تجاوز كل الافتراءات للنيل من سورية وفاعلىتها في استقرار المنطقة تؤكد مجددا انه ليس من طبيعة سورية ولا من مصلحتها ولامن مبادئها اعتماد مثل هذه الاعمال الاجرامية التي تستنكرها بشدة.‏

وشدد المصدر على ان من قام بهذا التفجير هو من يريد التصعيد ضد سورية خاصة عشية طرح تقرير ميليس على مجلس الامن وبعدما بدأت الحقيقة تتضح ببراءة سورية معرباً عن ألم سورية لحوادث التفجير والاغتيال المدانة التي تستهدف امن لبنان واستقراره والسلم الاهلي في ربوعه.‏

من جانبه استنكر اتحاد الصحفيين في سورية جريمة اغتيال تويني . ووصف الدكتور صابر فلحوط رئيس اتحاد الصحفيين السوريين في بيان للاتحاد أمس حادث الاغتيال بأنه جريمة نكراء تستهدف الحريات الصحفية واقلام الصحفيين الذين يؤكدون حقهم المشروع في حرية الرأي والتعبير .‏

واضاف اننا ونحن ندين بشدة هذه الجريمة البشعة التي استهدفت حياة الزميل جبران تويني لنتقدم من الاستاذ غسان تويني والد الفقيد بخالص العزاء وصادق المواساة .‏

إدانات واسعة في لبنان .. والسنيورة يطلب تدخل مجلس الأمن‏

ولاقت جريمة الاغتيال ادانات واسعة في الساحة اللبنانية بكل اطيافها. واكدت معظم الردود ان الجريمة تستهدف أمن واستقرار لبنان, ولا يستفيد منها إلا اعداؤه.‏

وكالعادة, لم تخل ردود الفعل من اتهامات متسرعة باتجاه سورية من جانب بعض الشخصيات التي باتت معروفة بمواقفها غير المتزنة تجاه سورية.‏

واعلن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في مؤتمر صحفي انه سيطالب مجلس الامن النظر في اغتيال تويني وبالحوادث الاخرى المرتكبة منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة.‏

كما اعلن السنيورة انه سيطالب بإنشاء محكمة دولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.‏

وقال السنيورة في بيان تلاه قبل اجتماع طارئ لمجلس الوزراء: (لن نرضخ للمجرمين مهما فعل بنا المجرمون) مضيفا ان ارادة الحياة لن تهزم في لبنان.‏

بصمات إسرائيل‏

واكد رئيس حزب النجادة اللبناني مصطفى الحكيم ان الطريقة التي استخدمت في اغتيال تويني مشابهة للاعمال الارهابية التي تستخدمها اسرائيل لقتل الرموز والقيادات اللبنانية. ودعا الحكيم الى عدم اطلاق التصريحات جزافا بل فتح تحقيق لبناني ودولي لمعرفة الجناة مؤكدا أن المستفيد الاول من هذه العملية الارهابية هو اسرائيل التي تعمل ما بوسعها لزعزعة الاستقرار في لبنان.‏

لحود: المستفيدون أعداء لبنان‏

من جانبه اكد الرئيس اللبناني العماد اميل لحود ان المستفيد الاول من جريمة المكلس هم اعداء لبنان.‏

وقال في بيان له ان يد الغدر والاجرام التي تستهدف لبنان برجالاته ومقوماته منذ اشهر امتدت من جديد لتغتال هذه المرة وجها من الوجوه السياسية والاعلامية البارزة مشيراًالى ان لبنان يقف امام مفترق خطير يخطط له المتآمرون على وحدته ومستقبله ومصيره.‏

بري وحزب الله‏

ونعى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري واعضاء المجلس النائب تويني . وقال في تصريح له امس ان المجلس سيتخذ صفة الادعاء وسيتحمل مسؤولية كشف النقاب عن هذه الجريمة .‏

ودعا اللبنانيين الى الصبر وأن يكونوا بمستوى المسؤولية بمواجهة هذه الجريمة . ورأى بري ان المسلسل الذي يستهدف لبنان في كيانه وشخصيته ورموزه لن يتوقف وان الرد يجب ان يكون بالمزيد من الوحدة الوطنية والاصرار على الحوار وعلى كشف المجرمين .‏

واستنكر المكتب السياسي لحركة امل اللبنانية اغتيال تويني واعتبرها حلقة من الحلقات التي تستهدف وحدة لبنان واستقراره ضمن مسلسل لا يستفيد منه الا اعداء لبنان .‏

ورأى المكتب السياسي للحركة في بيان له ان هذه الجريمة هي محاولة لقطع الطريق امام دعوات الحوار وتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين بهدف تعزيز وحدتهم الداخلية في هذه الظروف الصعبة والمصيرية .‏

كما دان رئيس مجلس الوزراء اللبناني الاسبق سليم الحص التفجير مشيرا الى ان هذا الحادث يأتي بعد محاولة الاغتيال الاثمة التي تعرض لها احد قادة المقاومة الوطنية اللبنانية في بعلبك مؤخرا .‏

وقال الحص في بيان ان من استهدف تويني هو من اعداء لبنان .‏

واكد الوزير اللبناني السابق وئام وهاب ان التفجير الذي اودى بحياة النائب اللبناني جبران تويني يستهدف لبنان وسورية .‏

كما استنكر حزب الله اللبناني جريمة اغتيال النائب جبران تويني.‏

وقال الحزب في بيان له أمس ان هذه الجريمة لايمكن عزلها عن سلسلة التفجيرات المتنقلة التي حصلت مؤخرا في لبنان والتي تهدف الى ضرب السلم الاهلي والاستقرار الداخلي الامر الذي يستفيد منه اولا واخيرا اعداء لبنان .‏

عون يدعو لعدم التسرع في الاتهام‏

ومن جانبه دان النائب اللبناني ميشيل عون الاغتيال ووصفه بأنه جريمة .‏

ورفض عون في تصريح لقناة العربية تحميل اي جهة مسؤولية حادث الاغتيال موضحا انه يجب عدم التسرع في اتهام احد .. ويجب ان نسرع في التدابير لتوفير الامن في لبنان .‏

ووصف النائب اللبناني السابق رئيس حركة الشعب نجاح واكيم عملية التفجير بالعمل الاجرامي الخطير مؤكدا انها تأتي في سياق مسلسل اجرامي طويل يهدف الى تقويض كل مقومات الاستقرار ويدفع لبنان نحو الفوضى المدمرة .‏

كما استنكر الوزير والنائب اللبناني السابق سليمان فرنجية جريمة الاغتيال. وقال اننا نتمنى ان يتوقف النزف الذي يدمي لبنان وان نتمكن من التغلب على ما يعصف بنا من رياح . بدورها دانت نقابة المحررين اللبنانيين جريمة الاغتيال.‏

الاتحاد الأوروبي يؤيد إنشاء محكمة دولية‏

الى ذلك اعلن سفير الاتحاد الاوروبي في بيروت باتريك رينو في تصريح اذاعي انه يؤيد انشاء محكمة دولية بهدف محاكمة المجرمين وحماية لبنان اثر اغتيال جبران تويني ورأى ذلك هو الحل الوحيد, اذ يجب حماية اللبنانيين ليتمكنوا من محاكمة بقوة القانون وبكل ثقة اولئك الذين اغتالوا رجال السياسة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية