تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الهزيمة البيضاء

ملحق ثقافي
13/12/2005م
نــــور حويجــــة

متثاقلاً أخطو الى حيث القميص الأسود يلبسه انحناء الدهر

بلا أكمام وأزرار متوهماً أسير أحدِّث روحي أعدُّ أصابع قدمي وأنامل يدي فأبدو لوحة جنون عبر الرؤى وامتداد هشيم المكان دائماً أتذكر أني لاأملك إلا ظلي المترهل ولفافة التبغ التي تغز أحشائي بمفردات الهلاك خائفاً كما العنكبوت أنسج خيوط مصيدة الخطيئة فاصطاد نفسي كلُّ شيء من حولي أرقام غاب عنها الصفر وأنا الصفر المسافر بين ذراعي الصمت على أجنحة العراء أتلمس فراغ روحي من كل ألوان الطيف لأحلامي متثائباً كما الموت، آوي الى وكنات خاوية تلهو مع ذاكرة عصفور حمل آخر قشة أمل ثم ميت بحبة خردل من بندقية صياد راح يترع الأنخاب على شرف الاغتيال تائهاً كما الحمل أبحث عن وجه أمي أقرأ في جداوله تاريخ ولادتي أرى صورتي معلقة على حيطان وجهها المقهور تظللها بسمرة الشتاء ولجين عينيها تسمح عنها غبار الزبد لزمن صار بلا زبد حائراً أغزّ الرحيل على متن هزائمي البيضاء أقطع الغابة الصماء ألقى السحاب مكبلاً يرمى في زنزانة الويل متهماً بفضيحة التعري امام الآلهة تحت القبة الزرقاء ضائعاً أمخر عباب الانتكاس أبحث عن أرصفة الحروف وموانىء الكلمات فتسقط فوق رأسي كلُّ الاحتمالات يفرق الزورق الوهمي محملاً بكل الاختيارات سأبقى بين الرصيفين اسأل عن الرصيف الآخر أتحمل أعباء الضياع مهزوماً أقبل نحو الحياة أراني بحة في صوت أمي أراني حرفاً راح يحبو على أغصان ألفاظي ينتظر الاشارة لشكل فيها أصلاً مغيباً عن احتضاري أعدو خلف أسربة المسافات أدغل في صدر الزمن الى أن تلتصق أل المعرفة والتعريف بنكرات الهزائم ويطلق سراح السحاب يرسم البراءة على سفوح روحي وساحل هزيمتي البيضاء‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية