|
قاعدة الحدث الداعي الى تشكيل كيان دولي متخصص في معالجة تلك القضية المعقدة بأن تضطلع فيه دول الجوار بدور رئيسي بعيداً عن تدخل الدول البعيدة جغرافياً على تلك المنطقة.
وكانت قد عقدت اجتماعات عدة لدول الجوار الافغاني سعت فيها جميع الأطراف إلى محاربة الارهاب واستقرار افغانستان واستقلالها وعلى الرغم من ان المخاوف والمصالح مشتركة لدول الجوار وتتمحور حول منع التطرف الأصولي من التجذر في افغانستان وباكستان والحد من انتاج المخدرات والمتاجرة فيها فضلا عن فتح الحدود الاقليمية أمام التجارة وأنابيب نقل الطاقة التي تستفيد منها الأطراف جميعاً ولكن المشكلة تبقى بالنسبة لدور دول الجوار بعدم التوصل إلى تسوية جيدة فالصين تريد افغانستان مستقرة كما ترغب في استقرار المنطقة بأسرها لفتح اسواق أمام منتجاتها بالاضافة إلى عدم رغبتها في تمدد التطرف في افغانستان وباكستان ووصوله إليها أما روسيا فتظل غير مرتاحة على كل حال من انتشار القواعد الأميركية على حدودها الجنوبية ويفضل الروس خروجاً أميركياً تدريجياً من افغانستان أما الهند فتفضل هي الأخرى انسحاباً تدريجياً للقوات الأميركية خاصة أنها أكثر الدول الساعية لمحاربة التطرف والارهاب. وفي كل ذلك تبدو العقبات كبيرة وحقيقية إذ لا أحد من دول الجوار يبدو حتى الآن مستعداً لمساعدة أوباما على الخروج من المأزق الأفغاني. في حين تضطلع باكستان بدور رئيسي في الأزمة استناداً إلى حدودها الممتدة مع افغانستان واستيعابها جزءاً كبيراً من اللاجئين الأفغان الذي يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين لاجىء إلا أنه لا يمكن القول إن المحدد الاساسي للسياسة الباكستانية ازاء افغانستان يكمن في التقارب الهندي الأميركي الذي حدث اعقاب انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي بعد ذلك انهارت مكانة باكستان في الاستراتيجية الأميركية الأمر الذي يدفعها للسعي إلى لعب دور مؤثر بحيث تقوم بعملية اعادة تعريف بدورها الأقليمي والدولي للاستقرار في المنطقة هذا بالاضافة الى الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي شكلها تواجد اللاجئين الافغان في اراضيها. إلا أن الولايات المتحدة الأميركية ترمي الى تطويق الافغان من خلال الضغط على الأطراف الداخلية وتوجيه اشارات لدول الجوار الاقليمي مثل ايران وباكستان بوجوب الابتعاد عن اللعبة السياسية الدائرة في افغانستان ويستند السلوك الأميركي على منع أو تقليص تدخل دول الجوار الأقليمي في الشؤون الداخلية الأفغانية إلا أن روسيا بحجم ثقلها تسعى للقيام بدور فاعل في افغانستان وهي تتواصل مع كل من ايران وباكستان بهدف العمل على صياغة مبادرة اقليمية مقبولة لحل الأزمة الأفغانية والواقع إن الاهتمام الكبير الذي توليه السياسة الخارجية الروسية تجاه افغانستان تعود الى السعي لمنع الصراع الافغاني من التوسع. وفي مؤتمر دول الجوار الافغاني دعمت تلك الدول خطة كرزاي الرامية الى ادماج عناصر طالبان في المجتمع وأيدت دول الجوار الافغاني خطة الرئيس حامد كرزاي الرامية وجاء في البيان لاجتماع دول الجوار الذي عقد في اسطنبول أن دول الجوار الأفغاني تدعم عملية التكامل الوطني واعادة الاندماج في افغانستان في اطار دستور هذا البلد ودعا حامد كرزاي حينها في كلمته حركة طالبان الى رمي سلاحها وجعل عناصر الحركة سلمية وبتوفير عمل ومسكن لهم. واليوم ترى دول الجوار وخاصة روسيا ان الاوضاع في افغانستان تنذر بمخاطر جمة بعد انسحاب القوات الدولية ذلك أن الحكومة الافغانية لاتزال ضعيفة ولا تستطيع بمفردها أن تتصدى لحركة طالبان التي لم تفقد الأمل في استعادة سيطرتها على كامل التراب الأفغاني وبالاضافة إلى أنه في ذلك ثمة تفصيل حقوقي يتلخص في أن الانسحاب من افغانستان دون احلال السلام والاستقرار فيها يجعل من الناتو محط مساءلة قانونية عن مدى نجاحه في تنفيذ التفويض الذي منح له من الأمم المتحدة. |
|