تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خسائر أميركا والحلفاء .. أكثر من 3 آلاف قتيل و 50 ألف مصاب و 17644 جريحاً وأكثر من 2.5 تريليون دولار

قاعدة الحدث
الخميس 11-10-2012
 إعداد: سائد الراشد

ورث الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ مجيئه إلى البيت الأبيض تركة الحرب الثقيلة في أفغانستان، التي كلفت الولايات المتحدة خسائر سياسية واقتصادية ومادية وبشرية باهظة ويتصاعد الاستنزاف الأميركي يوماً بعد يوم،

ما دفعها إلى رسم استراتيجية خروج من هذه الحرب على نحو يحفظ لأميركا انسحاباً آمناً في عام 2014، انسحاب له طعم الهزيمة ولكنه يجنبها الظهور بمظهر المأزوم في الحرب التي خاضتها قبل نحو 11 عاماً تحت عنوان محاربة الإرهاب إثر الهجمات التي استهدفت نيويورك وواشنطن عام 2001.‏

حرب كانت كلفتها المادية باهظة على الولايات المتحدة الأميركية نفسها مثلما هي كلفتها العسكرية والسياسية والمعنوية والبشرية، لقد فشلت ومن خلفها العديد من الحلفاء في الناتو في تحقيق النصر في هذه الحرب، هذه النتائج للحرب في أفغانستان، تأتي لتزيد من حجم إخفاق السياسة الأميركية، وفشلها في تحويل أفغانستان إلى قاعدة أميركية لمحاصرة إيران القوة الصاعدة عسكرياً واقتصادياً وتكنولوجياً، والتضييق على الصين وروسيا، من خلال تعزيز النفوذ الأميركي في آسيا الوسطى، حيث يتواجد ثاني أكبر احتياطي للنفط والغاز العالمي. والسؤال المطروح هو إلى أي مدى حقق الأميركان نتائجهم المرجوة من هذا العدوان؟ أو بعبارة أدق .. ماذا خسر الأميركان حتى الآن في مقابل ما حققوه؟! خسائرها الاقتصادية والمادية كانت بكلفة الإنفاق العسكري الذي بلغ أرقاماً مرتفعة وصل مع بداية عام 2011م إلى حوالي 443 مليار دولار حسب الأرقام الرسمية، وتصل إلى حوالي 2.5 تريليون دولار في تقديرات مكاتب المحاسبة، مع الأخذ في الاعتبار أن الاقتصاد الأميركي يعاني من أزمات ضخمة وأن الحكومة تقترض لتمويل الحرب وأن التكاليف المتوقَّعة سنوياً حوالي 120 مليار دولار، أما المصابون فهم بالآلاف وتصل بعض التقديرات بهم إلى حوالي 50 ألف مصاب، كلفة الإنفاق عليهم لمعالجتهم على مدى سنوات طويلة مرتفعة ومرهقة للخزانة الاميركية، يقدر أحد مكاتب الميزانية في الكونغرس عدد المعدات التي تم إعطابها في أفغانستان من الطائرات المقاتلة التي أسقطت 24، وعدد المروحيات التي أسقطت كذلك 10، كما دمر 20 عربة نقل جنود ، و 23 عربة مدرعة ، و 5 دبابات أميركية، وحوالي 13 ألف معدَّة بين المركبات السريعة (همفي)، و30 ألف مركبة تكتيكية متوسطة، و 7000 مركبة تكتيكية ثقيلة. أما الخسائر البشرية فإنها تجاوزت ثلاثة آلاف قتيل في صفوف الناتو بينهم 2000 جندي أميركي، منذ بدء التدخل العسكري في الأوضاع بهذه البلاد، حسبما ذكرت وكالة «أسوشيتد برس» التي تقوم بعمل إحصاء غير رسمي، وتشير المعلومات المنشورة على الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الأميركية إلى أن عدد القتلى العسكريين الأميركيين في أفغانستان بلغ 1996 في 27 أيلول 2012، قتل منهم 1657 جندياً في معارك قتالية، بينما بلغ عدد الجرحى 17644 عسكرياً، علماً أنه يوجد في أفغانستان حوالي 130 ألف جندي أجنبي، 90 ألفاً منهم أميركيون، وتوضح الاحصائيات أن أعداد القتلى في تزايد، فبينما سقط 12 أميركياً عام 2001، سقط 88 عام 2006 ، و 317 عام 2009 ووصل إلى 418 عام 2011. أما خسائر الحلفاء فهي في تزايد مستمرّ، و أعداد قتلاهم وجرحاهم تتضاعف يوماً بعد يوم، رغم تزايد عدد قوات الحلفاء ومعداتهم العسكرية المتطوّرة، فقد بلغت خسائر قوات تحالف الشمال الموالية للأميركيين 1092 قتيلاً ، و376 أسيراً خلال مرحلة العدوان الأولى وجرحى بالمئات، وتفيد الاحصاءات أن حوالي 433 جندياً بريطانياً قُتلوا في أفغانستان منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 وحتى الآن، أي أكثر من جميع قوات دول الاتحاد الأوروبي، وحصيلة قتلى القوات الفرنسية في أفغانستان بلغت 70 جندياً، تلتها ألمانيا 53 جندياً، وإيطاليا 48 جندياً، وإسبانيا 35 جندياً، وهولندا 25 جندياً، وبولندا 24 جندياً، فيما لقي جندي بلجيكي واحد حتفه منذ غزو أفغانستان، أما القوات الكندية فقتل منها أكثر من 127، وتنشر بريطانيا نحو 9500 جندي في أفغانستان معظمهم في إقليم هلمند، وألمانيا نحو 5000 جندي، وفرنسا 4000 جندي، وإيطاليا 3770 جندياً، والدنمارك 750 جندياً، وهولندا 196 جندياً، واستونيا 159 جندياً، وكندا 2800 جندي. كما أفادت دراسة لمعهد «دي آي دبليو» الألماني أن خسائر ألمانيا بلغت 17 مليار يورو وقدر خبراء المعهد أن ألمانيا ستتكلف ما لا يقل عن خمسة مليارات يورو أخرى حتى اتمام انسحاب القوات الألمانية من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014حسب زعمهم. لقد كان الهجوم الذي شنته حركة طالبان على معسكر «باستيون» في إقليم هلمند الجنوبي الأخطر وكانت خسائره هي الأكبر للقوات الأجنبية خلال الـ11 عاماً من الحرب، كما أنها الأكبر لسلاح الجو الأميركي منذ حرب فيتنام، وأسفر عن تدمير ست مقاتلات هاريير أميركية وإلحاق أضرار جسيمة بطائرتين، وتدمير ثلاث محطات لإعادة التزود بالوقود تابعة للحلف، وإصابة ست حظائر طائرات، كما أدى إلى مقتل ضابطين من مشاة البحرية الأميركية المارينز وخسائر مادية تزيد عن الـ200 مليون دولار أميركي. لقد حاولت القوات الأميركية حسم المسألة مراراً وتكراراً دون جدوى، ثم استعانت بقوات حلف الناتو، ثم سحبت قوات من العراق وأرسلتها إلى أفغانستان ولكن طالبان نجحت في استخــدام ما يسمى باستراتيجية الضعيف؛ وهي التخلص من أعباء السلطة، ثم اللجوء إلى الجبال وعدم دخول معارك مباشرة مع قوات أكبر منها عدداً وعدة، وإنهاك الخصم بالعمليات النوعية، ما أدى لهزيمة لأميركا ومن ورائها الحلفاء ليتعلم الغرب دروسا إستراتيجية وعسكرية، من أن القوّة العسكرية لا يمكنها قهر عزائم الشعوب ورغبتها في التحرّر والانعتاق، مهما كانت القوات المسخرة لقمع هذه الشعوب، ذلك أن عزائم الشعوب لا تقهر.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية