|
شؤون سياسية الذي تدبره أكبر دوائر المال إجراماً ووحشية، فبعد احتلال العراق وليبيا أرضاً وشعباً، والمؤامرة الأمريكية الصهيونية الأطلسية على سورية ، بقيام تركيا بفتح مراكز لتدريب المتطوعين الأجانب على حدودها مع سورية، واختيار مراكز أخرى في شمال العراق والأردن وقطر لتدريب ميليشيات مسلحة، بغرض ادخالها إلى الأراضي السورية بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وبهذا تكون تركيا اللاعب الحقيقي المتطوع لإحلال الفوضى في المنطقة العربية. فقد كشفت صحيفة (لوموند الفرنسية) في عددها الصادر يوم 18/9/2012: إن هناك جنوداً أجانب يتدربون في تركيا يدخلون إلى الأراضي السورية، وهذا ما يؤكد تورط الأتراك في تأجيج نار الحرب والفتنة الطائفية في المنطقة العربية، والأكثر من هذا أن تركيا أعدت مشروع بإعادة تاريخها الاستعماري السياسي والثقافي في الوطن العربي، ويأتي هذا الطموح من خلال تدخل انقرة في مناهج التعليم العربية خاصة المصرية، عندما قدم السفير التركي في القاهرة يوم 25/8/2012 طلباً إلى الحكومة المصرية بتغيير جميع المناهج الدراسية التي تسيء إلى عظمة الخلافة العثمانية وتعتبرها دولة استعمارية حكمت العرب بالقوة والبطش والاحتلال، ويشمل هذا التغيير مناهج الدراسة الثانوية والجامعات والمعاهد الدينية التابعة للأزهر الشريف والمكتبات في مقام الإمام الحسين عليه السلام، وقد أثار ذلك اندهاش أوساط القوى الوطنية والقومية في مصر التي أصيبت بالصدمة ا لكبرى لما يجري في المنطقة العربية والتي لم تجرؤ تركيا أن تقدم طلباً كهذا في السابق في تاريخ مصر. إن حكام تركيا العثمانيين الذين يقدمون الدعم المادي واللوجستي لأعداء سورية مع حكام السعودية وقطر وشيوخ النفط في الخليج العربي، هم أنفسهم حرموا (50) مليون عربي في العراق وسورية من مياه نهر الفرات، فكانوا سبباً لمؤامرة اقتصادية حرمت الملايين من المزارعين والفلاحين من زراعة أرضهم فتحولت هذه الأرض إلى أرض جرداء لا نبت فيها ولا ماء، وهذا ما حصل في مناطق حوض الفرات الأوسط وجنوب العراق، فنضبت الأهوار، ويبست الأنهار وهلكت الأسماك والطيور، وبالنتيجة راح الفلاحون يبحثون عن ملاذ عيش لهم هنا وهناك، ولم تقف تركيا عند هذا الحد بل راحت تسهم في مشروع نقل مياه دجلة والفرات إلى إسرائيل (مشروع إرواء إسرائيل العطشى) الذي نادى به ، شمعون بيرس، وأيده، حسني مبارك لمساعدة إسرائيل. تركيا التي شاركت في مؤامرة ما يسمى بالربيع العربي تريد اليوم تغيير مناهج الدراسة في الوطن العربي فوجدت في مصر الأرض الخصبة مع وجود (محمد مرسي) لبداية هذا التغيير، وما جاء في وثيقة السفير التركي في القاهرة، (تغيير مناهج التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية أينما ورد فيها إساءة لتاريخ العثمانيين) والسؤال هو: أين العرب مما يدور حولهم في تغيير تاريخهم؟. في اتفاقية ـ سايكس بيكو عام 1916 تم تغيير المعالم الحضارية والأثرية والجغرافية والسياسية لبنية هذا الوطن الممتد من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي، وتغيرت أسماء المدن العربية ومعالمها الدينية، وفي عام 1948 احتلت إسرائيل فلسطين أرضاً وشعباً، فتهودت القدس وتغير اسمها مع باقي المدن العربية الفلسطينية الأخرى وفي عام 1977 عقد الرئيس السابق (أنور السادات) اتفاقات كامب ديفيد، مع إسرائيل وقدم لها أكبر هدية بتغيير (ديمغرافية الأرض العربية حسب الحدود الجغرافية الجديدة، ولا شك أن التدخل التركي في شؤون العرب يعيد إلى ذاكرة العربي تلك الصراعات التي خلفتها الدولة العثمانية عند احتلالها للوطن العربي واندحارها على يد المقاومين العرب، فظلت قلاعهم تنعق فوقها الغربان ، وقبور جنودهم متناثرة هنا وهناك، واليوم كما البارحة، يريد العثمانيون في أنقرة أن يعودوا من حيث أتوا بذرائع التغيير والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، وهدفهم هو مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وعرب الجنسية، لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير لتحصل تركيا على عضوية الاتحاد الأوروبي والمشاركة في تصنيع وإقامة أنظمة عربية موالية لأمريكا، شبيهة بنظامي (مصطفى أبو شاقور ومحمد مرسي)، لكن التاريخ لن يرحم أحداً من أولئك العثمانيين، النازيين الجدد، وليس لعمر التاريخ حد. * أكاديمي وكاتب عراقي |
|