تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دمشق ... في عين الإرهاب

نافذة على حدث
الخميس 11-10-2012
 حسن حسن

التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مؤسسات حفظ الأمن والنظام في دمشق تميط اللثام عن المنحى التصاعدي للصدام المسلح مع الدولة ، في دلالة واضحة ،

على أنها عمليات تخريبية تدميرية هدفها الأول والأخير زعزعة الاستقرار وإشاعة الخوف في نفوس أبناء شعبنا السوري الذين وقفوا بأغلبيتهم منذ البداية بوجه كل التوجهات والسلوكيات الفوضوية‏

كما أن الأيدي الأميركية والخليجية في التحريض على مثل هذه الجرائم ، لم تعد مستورة ، إذا ما علمنا أن التكفيريين وعصابات «القاعدة » هم صنيعة تلك الأيدي التي أضحت شهيتها مفتوحة على مصراعيها لرؤية مشاهد شلالات الدماء والأشلاء المتطايرة ، وأيضاً إذا ما أخذنا بعين الحسبان فتاوى وعاظ السلاطين في السعودية وقطر التي تبيح التعاون مع الغرب المتصهين .‏

لقد استهدف الإرهابيون المراكز المسؤولة عن حماية السلم الأهلي والأمن الوطني في البلاد ، كما استهدفوا المدنيين الآمنين في الشوارع والمحلات والمنازل وهم بذلك نزلوا عند رغبة سادة البيت الأبيض ،في تحريض سافر على مواصلة القتل والعنف والاضطرابات في بلد ينعم أهله بالاستقرار والطمأنينة منذ عشرات السنين.‏

ما حصل هو في السياق الطبيعي للمشروع العام بأدواته وآلياته. وهو صورة مكبرة لما يحصل في مناطق أخرى في سورية ، وإن اختلف المكان والحجم . مما لا يستدعي أي مراجعة في الاستراتيجيا ، لكنه يستدعي بالتأكيد مراجعة في التكتيك . فالهدف واحد والنظام الفكري الذي يمنهج المشروع واحد ولم يتغير .‏

إنه صراع بين مشروعين واحد مكتوب ومعروف ، يكفي قراءة وثائق الايديولوجية والتاريخية وشعاراته وخرافاته وأساطيره ، وآخر إنساني بالعمق تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.‏

ما هو مؤكد ، أن الوضع في سورية ، لم يعد كما كان عليه منذ بداية الأزمة . فالشعارات السلمية والحرية والإصلاح لم تصمد طويلاً لأنها منذ الأساس شكلت غطاء لأعمال الفوضى والتخريب والإرهاب ... وقد تكشف زيف تلك الشعارات حين أعلنت القيادة السورية برنامجاً شاملاً للإصلاح ، ولم يلاقها رافعو الشعارات الذين جاهروا برفع السلاح في وجه الدولة ... وأداة لقتل الناس وترويعهم .‏

وفي ظل هذا العدوان الصارخ لم تعد الدولة السورية بحاجة إلى تقديم براهين على أنها في مواجهة ارهاب منظم مدعوم بقوى خارجية ، وصار لزاماً عليها مواجهة أعداء المعارضة والموالاة وعموم الشعب السوري المقاوم ، حتى يمكن تفادي هذا التحدي الأمني الخطير بكل اقتدار .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية