تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معن دندشي.. وبدايته الطريفة

ســاخرة
الخميس 11-10-2012
 أحمد بوبس

المطرب الشعبي المحبوب معن دندشي الذي اشتهر بأغنيات كثيرة جميلة منها (ع الغوطة يللا نروح) و (سمعت عنين الناعورة) وغيرها في بدايته كان يغني في أفراح وسهرات بلدته تلكلخ ولدخوله إذاعة دمشق حكاية طريفة.

فقد كان له ابن عم موظف في وزارة الخارجية بدمشق ومرة كلمه عبر الهاتف وقال له إنه سيأخذه إلى الإذاعة لكن معن اعتبر هذا مجرد كلام ونسيه وبعد فترة اتصل بن ابن عمه ثانية، وطلب منه الحضور إلى دمشق لأنه هيأ له عملاً في الإذاعة وكان عمر معن وقتها عشرين عاماً.‏

وطار معن دندشي من الفرح فهذه أول مرة يذهب فيها إلى دمشق وعلى الفور اتجه إلى حمص ومنها ركب باصاً إلى دمشق وعندما اقترب الباص من دمشق انتفض معن فجأة أين سيذهب إلى دمشق؟ وهو لا يعرف اسم حي ولا اسم فندق ولا مكان عمل ابن عمه ولا عنوان سكناه، وليس لديه هاتفه ولا يملك من المال إلا أجرة ركوب الباص إنها كارثة وأخذ يبكي بحرقة وكان يجلس في مقعد في الباص بجانب الشباك على الجانب اليساري وينظر بشكل دائم عبر الشباك ليخفي بكاءه عن الركاب.‏

وعندما وصل الباص إلى القابون سمع معن صوت زمور سيارة من نوع (ديزوتو) وهي تحاول تجاوز الباص الذي يحتل كل الطريق الضيق وكان معن يمتلك موهبة التمييز بين أبواق أنواع السيارات وعندما سمع بوق السيارة نظر إلى الشباك لأن سيارة ابن عمه من نفس النوع وقال في نفسه (إذا كان لون السيارة أزرق - وهو نفس لون سيارة ابن عمه- فسوف أنادي بأعالي صوتي باسمه فإذا كان غير ابن عمي وسأقول له إنني كنت أمزح معه) وعندما أصبحت السيارة موازية للشباك الذي يجلس بجانبه، وجد أن السيارة زرقاء فصرخ بأعلى صوته باسم ابن عمه.‏

وكانت المفاجأة أن السيارة بعد أن تجاوزت الباص اقتربت من يمين الشارع، وخففت السرعة، وأشار سائقها إلى الباص بالتوقف.‏

ونظر معن من الشباك فإذا ابن عمه وعائلته في السيارة، فقد كانوا عائدين من الغوطة وعلى الفور قفز معن دندشي من الباص وعانق ابن عمه لا لاشتياقه له، ولكن لأنه خلصه من ورطة كبيرة، وبات معن دندشي ليلته عند ابن عمه الذي اصطحبه في اليوم التالي إلى الإذاعة، وكان مديرها أحمد عسة، وتم قبوله، مردداً في الكورس، ثم أصبح من أهم المطربين السوريين في الخمسينيات وحتى السبعينيات من القرن العشرين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية