تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من ظرفاء دمشق (50).. حكمـــــت محســـــــــن

ســاخرة
الخميس 11-10-2012
 نصر الدين البحرة

العلبي وحكايات أبي رشدي-رشدو

المؤرخ الأستاذ أكرم حسن العلبي وضع كتاباً عنوانه«ظرفاء من دمشق» تحدث فيه عن الأستاذ حكمت محسن،‏

وعبد اللطيف فتحي وأنور البابا ونهاد قلعي، في هذا الكتاب يروي المؤلف بعض الحكايات مما جرى، مع أبي رشدي هذه الكنية التي عرف بها الأستاذ محسن في تمثيليات الفرقة السورية- وخاصة أيام مرضه الأخير، هذا المرض الذي كان يداهمه بين الفينة والأخرى، في عاميه الأخيرين.‏

شخصية الفنان في حكاية‏

إحدى هذه الحكايات تصور إلى حد بعيد شخصية الفنان الكبير ومزاجه الأميل إلى التشاؤم، وذلك التواضع الحقيقي الذي يميز الكبار فقط.‏

فقد زاره في تلك الفترة أحد أصدقائه ومعه أحد المعجبين، ودار حوار يورده الأستاذ العلبي، في كتابه هذا.‏

طالب جامعة... أم حسنة؟‏

قال الصديق معرفاً بالشخص الذي يرافقه:‏

- هذا معجب بك.‏

فرد حكمت محسن: أهلاً وسهلاً.‏

وهنا قال الصديق: إنه طالب جامعة.‏

فقال حكمت: والله باين عليه طالب حسنة- أي: صدقة‏

أبو رشدي: الحياة خدعة بخدعة‏

ويتابع أكرم العلبي أنه في سنة 1966 أقيمت لحكمت محسن حفلة تكريم، فقال لأنور البابا:‏

- هل ترى أنني أستحق هذا التكريم فعلاً؟‏

وحين أكد له أنه يستحقه، رد ساخراً:‏

- والله شايف أن الجماعة مخدوعون في، والله يا سيدي الحياة هي خدعة بخدعة.‏

طفولته في منتهى القسوة‏

مثل كثيرين من الكبار في مجالات الفن والأدب، فإن حكمت محسن عاش طفولة في منتهى القسوة والصعوبة، فإن والده مصطفى محسن الذي كان من مناوئي حزب الاتحاد والترقي الذي كانت ممارساته أسوأ كثيراً من ممارسات السلطان عبد الحميد، اعتقل فنفي إلى اليمن ثم عاد إلى استانبول فاعتقل ثانية وانقطعت أخباره إلى الأبد، ما حدا بزوجته إلى العودة بوحيدها حكمت... إلى دمشق.‏

أمه عملت غسالة وخياطة‏

يتحدث الأستاذ العلبي عن أم حكمت التي أقامت فترة قصيرة في بيت أخيها في دمشق، ثم انتقلت إلى دار أخرى، وصارت تعمل غسالة وخياطة ومربية في دور الموسرين لتربية ابنها الذي كان في حكم اليتيم، وعندما بلغ الخامسة، عهدت به إلى نجار صديق للأسرة، فاتخذه صبياً ينظف المنشرة، ويلبي له طلباته.‏

شديد الحساسية.. سريع النفور‏

ثم ترك هذه المهنة، وعمل خياطاً وحداداً ومنجداً للكراسي وميكانيكياً وماسح أحذية، لم يكن حكمت محسن يحتمل الثبات على مهنة واحدة، لأنه كان شديد الحساسية، سريع النفور، فكان يترك«معلمه» إذا انتهره أو ضربه، أو اعتدى على كرامته وإنسانيته.‏

وللحديث تتمة‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية