تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«تاجر البندقية»..التي اسـتفزَّ بها «شـكسبير» الصهيونية العالمية..

ثقافـــــــة
الخميس 11-10-2012
 هفاف ميهوب

حتماً.. لم يكن «وليم شكسبير» عملاق الأدب والمسرح الانكليزي, يفكِّرُ بمقدارِ الكراهية التي ستحملها له الصهيونية العالمية, بل لم يكن يبالي بما قد ينجم عن تحاملها عليه, لطالما جسَّد في رائعته «تاجر البندقية» التي كانت السبب الأكبر لتلك الكراهية, ما كان متداولاً ومعروفاً عن جشع وأنانية وحقد ودموية, الشخصية اليهودية..

إذاً.. سبب حقد وكراهية الصهيونية العالمية لـ «شكسبير» الذي أبهر العالم بمسرحياته والذي يعرفه ويحفظه طلاب الأدب الانكليزي في شتى جامعات العالم عن ظهر علم, «تاجر البندقية»..‏

رائعته التي استفزَّت الصهيونية إلى حدَّ قيامها بإدراج اسمه في مقدمة لائحةٍ ضمَّت العديد من أسماءِ أدباءٍ وصفتهم بالعنصرية ومعاداة السامية, أيضاً حدَّ محاربتها له وبطريقةٍ دفعتها وقبل حلول عام 1920 لإلغاء مسرحيته تلك, من المناهج الدراسية للولايات المتحدة..‏‏

لكن, هل استطاعت الصهيونية العالمية بذاك السلوك العدائي, أن تحطّ من شأنِ مبدعٍ اهتمَّ بالإنسان بطريقةٍ جعلته من أشهر وأكثر شعراء وكتاب ومسرحيي العالم, اهتماماً بهموم الإنسان والإنسانية؟.‏‏

هل استطاعت تشويه صورته وإشاعة ما يُقلِّل من أهمية أعماله, وبعد وفاته بثلاثمائة عام, وأيضاً بعد أن باتت أعماله ومسرحياته, أشهر من أن تُمحى بقرارٍ إلغاء ظنَّ من بالغ في اعتقاده بأهميته, بأن من السهل إحاطة عالمية هكذا مبدعٍ, بحبلِ إعدام؟..‏‏

بالتأكيد تعجز الصهيونية العالمية عن فعل ذلك, لطالما أكدت بإلغائها هذا, بأنها من يعادي الإنسانية, وبأنها تحمل من الكراهية, ولكلِّ من يعلنُ بصراحته المبدعة, ما لا يحمله إلا أعداء الكلمة الحق, ممن يحاولون طمسَ تاريخٍ من البشاعة اللاأخلاقية...‏‏

يبدو أن ما حملته الصهيونية العالمية من كراهية وتحامُل على «شكسبير» وإن كان له من انعكاس, فهو الإقدام أكثر على قراءة «تاجر البندقية» ومن قِبلِ كل من لم يسمع بها أو يشاهدها فيدرك بأنَّ كل ما هدفت إليه, إظهار جشع وغدر وخيانة وحقد الشخصية اليهودية التي تُبنى ثروتها على المال الحرام, والتي لا تعنيها إلا مصالحها, لا مبالية إن فقدتْ حتى ممن تدَّعي صداقتهم, أي ثقة أو مودة واحترام..‏‏

أما عن تلك الشخصية التي جسَّدها «شكسبير» بأبشع ما التمسه وعاشه متداولاً, فهي شخصية «شايلوك». التاجر اليهودي الجشع الذي جمع ثروته من الربا الفاحش, والذي كان يعيش في مدينة «البندقية» وتحديداً في «فينيسيا» حيث يعيش الكثير من التجار الذين كان أقربهم إلى «شايلوك» تاجراًٍ مسيحياً امتلك من الأخلاق والاحترام, ما أثار غيظَ اليهودي الأناني الذي أضمر له الشرَّ والحقد والرغبة بالانتقام, وإلى أن أتته الفرصة عندما اضطرَّ التاجر الطيب والنبيل, ورغبة بمساعدة صديقٍ طلبَ منه مالاً لم يكن متوفراً لديهِ وقتها, للاستدانة من اليهودي الذي وافق أن يقرضه دون فائدة ولكن بشرط, أن يقوم ذلك التاجر بالتوقيعِ على عقدٍ يتيح لليهودي, قطعَ رطلٍ من لحمه ومن أي جزءٍ يختاره من جسده, في حال تأخَّر ولو ليومٍ واحد عن دفعِ الدين في الموعدِ المحدَّد..‏‏

نكتفي, ودون أن تكتفي الصهيونية العالمية عن وضعِ أديبٍ إثر آخر ضمن لائحتها المعادية للإنسان ووجوده وحقُّه وإبداعه, وأيضاً, دون أن تتوقف عن غدرها وجشعها ودمويتها وإدانتها حتى لمن كانوا من أبناء جلدتها, لطالما تجرَّؤوا على انتقادها وكشف حقيقتها وجرائمها المعادية للإنسانية..‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية