|
آراء وخلّف هذا الدم المعطاء الوجدان الذي لايتلوث بالتركات المشتبه بها ولابالعيوب.. في كل قرية حقول الدم تفي بغرض الكرامة وفروض الحزم والعزم.. وفي المدن الحقول تمشي بين الجدران و الأزقة ، ولاتعرف أن تنام . تصحو أو تسهر وتنتظر الآتين والذاهبين والزاهرين ولاتبوح بوجعها.. الفنان الشعبي البسيط حافظ اسماعيل يتربع قلبه الطيب على المواويل الجبلية في صلنفة وبيرين وباب جنة والكرس و...و.... كل قرية أغنية في سمع وبصر وبصيرة الغيم والجبل والبحر.. هذا الفنان الحنون الوطني ودع ولده بكل الحب والقلب «وعتابا الحب الوطني» وودع سواه ويودع ولايسعه إلاأن يجود ويغني ويعتب على الذين يهدرون عهود الدم والدموع ويتأخرون بمد يد العون والإعانات للمتبقين في محميات الدم وكرومه.. بطل يقدم الروح ويختار الشهادة والعناد من أجل أن يبقى العز عزاً والوطن وطناً شاهداً على الأرض والعرض وأصالة البقاء والسخاء والبقاء ... آخرون يسرقون براداً أو غسالة أو تعباً أو قمصان نوم النهار ؟!! هل يعقل أن تنحط الضمائر إلى هذا الحد من الصغار والدم يعتصر في كل المكان والزمان الأنخاب للأحباب والنصر والدروس الجديدة الجيدة الاستثنائية النادرة ؟! دروس الدموع والدم من أقدس وأقدم الدروس التي يتلقاها السوريون ويحفظونها عن ظهر قلب... لكن الدروس الأخرى كالخيانة والقتل والسرقات وتسويق الأزمات بائسة وبليدة ومرة على مذاق الموهبة السورية والطبع السوري وليست من طبعهم وطباعهم ليس بمقدور العطاء أن يعطي أكثر من عطاء الدم وسيدات الصبر والدموع : دم أستاذ اللغة والمحفوظات ورياضيات الخير والقناعات النظيفة ،،وأستاذ الجغرافيا والطقس الماطر المبشر بنعمى الآتي رغم حدة القحط والقهر وسيوف الخديعة والصدأ الغدار .. الدم هاجس كل أب وأم وأخ وأخت ....ورغم كثافة التضحيات لم يقل الوجع أقوى من الهمة ... ودموع النساء لاتتوقف عن البطولة والجمال رغم ثقل الأحمال والأهوال... لكن خطأ الطقس أن يسمح للغيم الخالي من وجدان البروق والسقي الحنون أن يكون ؟! (حافظ اسماعيل) فنان الشجر والحجر يودع الولد والولد والقريب والقريب ... ومثله الحافظون فنانون يجملون بقلوبهم عرائش الكرامات وعناقيد الزهو والمثابرة على البهاء والبقاء بكل ثقة ونقاء .. ولاينقصهم إلا تتمات دروس الحقول التي ألقتها على سمع المدى وداعات الأبطال في جميع المكان والزمان.. العون والإعانات للبقاء والباقين تحت ظلال الكرامة وقرب جذوع السماء الكريمة والوطن... الذين يداومون على البقاء الكريم هم من اشتقاقات الدم البطل الذي لايقبل التقاعد أو الاستقالة أو الاعتذار عن أدائه الكبير.. الذين يعطون كل الذي عندهم لا يحق لهم أن يكونوا على مدار الوقت محط همة الآخرين واهتمامهم.. اللجوء إلى الكرامة فن الإنسان الراقي جداً أو العاقل جداً جداً ....لكن هل ينبغي لهذا اللجوء أن يكون محفوفاً بعثرات دروس تالية أقل من دروس الوفاء للدم والدموع وأخلاق الوطن؟! تمشي الدروب وهي تلعن من يقبل على نفسه خيانة البطولة بالتحالف مع الأزمات الصغيرة أوالكبيرة؟! وجع الكرامة يداويه الوطن... ووجع الأزمات يداويه الوجدان ، إلا حين تتآمر الخيانات مع الأزمات على الكرامات فيصير حينذاك الكرماء لاجئي حب وطني وكرامة وطنية.. لابد من أستاذ كبير كبير هو الوطن.. ويعلم في جامعات تضحياته أستاذ رائع ومقدام هو الدم.. وتعلم أستاذات جميلات مقدامات هن الأمهات السيدات والأخوات السيدات والسيدات السيدات والحبيبات العظيمات . دروسهن معانتهن والوداعات العاليات .. فقط ملاحظات الأساتذة والآنسات ألا يحصل تزوير وأخطاء في المحفوظات والكرامات ...الدم أعطى والدموع بهاء وعطاء ...وعلى الباقين التتمات المطلوبات والرهانات والأمانات ...والسوريون والسوريات أهل طيبون وطيبات وصابرون وصابرات و«يتمونّون» بالبطولات والكرامات والحياة : كل قلب خزانة للبطولة والأمنيات وكل بيت ملاذ آمن للكرامات ...وكل فصل من فصول الدم موعد للغيمات الزاهيات المليحات السيدات بكل معاني السيادات... |
|