تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بماذا يمكنك وصفه؟

منوعات
الخميس 11-10-2012
شهناز صبحي فاكوش

من ينال من وطنه وشعبه..

من يرفع سلاحاً بوجه أهل بلده.. حمّله إياه حاقد..‏

من يتنكر لهويته الوطنية..‏

من يسقط جنسيته ليستبدل بها بجواز سفر تفوح منه رائحة الدولار..‏

من يرتضي لنفسه مالاً (غير ليرته السورية) مقابل إسقاط تاريخه.‏

من يضع يده بيد من يكيد لوطنه..‏

من يستحضر العدو ضد وطنه مقابل حلمٍ واه..‏

من يقف على منبر فيرمي بسهامه دريئة الوطن..‏

متنكراً لفضله وخيره عليه..‏

من يفشي أسرار بلده.. مهما كان المقابل.‏

من يأكل من خير وطنه وقت رخائه ويرميه بحجر في أزمته..‏

من يطلق رصاصة تلوث هواء مازال يتنفسه أبناء جلدته، وثمنها تفوح منه رائحة النفط العميل..‏

من يعق وطنه ويحاول تسليم مفاتيحه لأعدائه..‏

من يزرع الفتنة بين أبناء شعبه.. أو ينفخ فيها بعد ممات..‏

ورأي الله واضح فيها.‏

من يعلق بعنقه دم جندي يذود عن حياض الوطن..‏

من يقتل بريئاً بغير ذنب..‏

من يعطل عملاً يسهل أمر أحد من أبناء شعبه..‏

من لا يتقي الله في ما يفعل.‏

من يهدر مال ووقت ومقدرات الوطن..‏

من يجمع ماله على حساب أبناء وطنه ويحمله خارج حدوده..‏

من لا يمتثل للانضباط في تصرفاته ويترك ذاته مطية للعبثية ورد الفعل الأرعن..‏

من يستمرئ جراحات الوطن وأبنائه.. من أجل حفنة من الدولارات.. أو حلم في خياله وحده.‏

من يحرق كتاب علم أو تراث.. من يضرم النار في مكتبة في جنباتها علم وفكر..‏

من يسرق حجراً من تاريخ وطنه.. أو يهدم متحفاً ويحطم تراثاً...‏

صفة واحدة في سلوك مختلف، لكنها لا يمكن أن تتفق مع الإخلاص أو الوفاء أبداً.. ولا يمكن أن تجتمع الأضداد في رجل واحد.‏

والرجولة هنا لا تعني الذكورة لأن الرجولة قيمة وقد اتصفت بها كثير من النسوة دون الرجال وإطلاق الرجولة على الذكور دون النساء هو من مجاز اللغة.‏

وتسقط الصفات النبيلة عن كل كائد للوطن، وخاصة أولئك الذين يحقنونه بأغراب يدنسون أرضه.. أو سلاح يوجه لصدور أهله، أو تسريب ما يخرب حياة مواطنيه وشعبه... وأكثر المنكرين من قبل الشعب، ذاك الذي يقايض على وطنه بمال مهما كثرت الأصفار على يسار الرقم حتى لو وصل إلى أكبر الأرقام عداً.‏

قال (ص) أيحب أحدكم أن يسب أباه؟؟... قالوا كيف يسب الرجل أباه يا رسول الله؟ قال تسب أبا الرجل فيسب أباك... والتنكر للوطن سباب ينال الوطن والشعب بأكمله؟؟!!‏

هل لمن ضل فرصة للعودة إلى جادة الرشد والصواب والتشبه في أضعف الأيمان بوحشي قاتل حمزة... يقولون باب التوبة دائماً مفتوح إن كانت نصوحاً.. سؤال يملك الوطن وحده حق الإجابة عليه أيسامح الوطن التائبين؟ الوطن أم والأم تسامح دائماً أبناءها...‏

وإلا فسيظل شبح الخيانة يطول نسله من بعده حتى لو تعاقبت الأجيال ولسان حال الناس يقول (العرق دساس)...‏

لا يمكن لأحد أن ينزع صفة الوطنية من أحد ولا يمكن لأحد أن يمنح شهادة الوطنية لأحد لكن الشعب والوطن هما فقط من يحق له منح الألقاب أو نزعها لأنهما المعنيان في الحب أو اللفظ... وهما من يكتب التاريخ...‏

(الوطن عزيز والوطن غال) كلمات لا يمكن أن تمحى من الذاكرة نستعيدها بتشرين وبذكرها يستذكر المرء عفوياً القائد التاريخي حافظ الأسد الذي صنع نصر هذه الأمة في تاريخها الحديث.‏

وسيظل شهداء الوطن من جنوده والأبرياء منارة لحريته وقداسة أرضه، يحمل عطر شهادتهم أبناؤهم وأحفادهم فيما تعاقبت الأجيال هوية للفخر والعزة...‏

وخير ما يمكن أن يورثه المرء لأبنائه صفة الوطنية الخالصة من كل شائبة تؤثر في تاريخ الذات, فكيف إن كانت مقرونة بالشهادة؟‏

رحم الله القائد حافظ الأسد الذي جاور ربه وهو يقول: ماذا نورث لأبنائنا؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية