|
حدث وتعليق فالدفع نحو التصعيد واستمرار الأزمة يمثل بالنسبة له المتنفس السياسي الوحيد لاستمراره بالسلطة والحؤول دون فقدان أميركا والغرب الثقة فيه، بعد ان راهنوا عليه كثيراً في تقسيم الدول العربية وتفتيتها، وبالتالي تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي اعلن مراراً أنه شريك أساسي فيه. فأردوغان الذي حاول تلميع صورته مسبقاً بكذبة «دافوس» لكسب ود الشعوب العربية، قدم نفسه صديقاً حميماً لهم، وللشعب السوري بشكل خاص، وعدواً للكيان الصهيوني الغاصب، لكنه سرعان ما انقلب وكشر عن أنيابه، عندما توهم سيده الأميركي انه بمقدوره اخضاع سورية ولي ذراعها، ليثبت من خلال انخراطه حتى النخاع في المؤامرة على سورية انه مجرد أداة رخيصة لتنفيذ المشروع الأميركي والصهيوني في المنطقة، ونسي انه ما زال يتوسل اعتذار الصهاينة على اذلاله اكثر من مرة دون نتيجة،، وبدل استعدائهم ارتضى ان يكون خادماً مطيعاً لهم. أردوغان الغارق بجنون العظمة المزيفة خان كرم ضيافة الشعب السوري له، وهو يحاول اليوم أن ينصب نفسه محامياً عنه، ويتجاهل حقيقة ان هذا الشعب العريق أشبعه من المهانة والإذلال ما يكفي، عندما رفض كل دعواته التحريضية على القتل، وكشف نفاقه وخداعه، ويتجاهل أيضاً أن هذا الشعب لم ينس يوماً ما اقترفه اجداد اردوغان ومنهم جمال باشا السفاح من جرائم وحشية بحق الأدباء والمفكرين السوريين من قبل، أو المجازر التي ارتكبوها بحق الشعب الأرمني والتي ستبقى وصمة عار على جبينهم، فكان الأجدى بأردوغان أن يجعل القدس أمانة في عنقه، لا أن يتحالف مع الشيطان حتى يتم هدمها مقابل أن يستعيد لقب «سلطان» أو حتى «باشا» على شعوب أدركت جيداً مدى خيانته وعمالته وأنه ليس جديراً على الإطلاق بحفظ الأمانة وصونها. عودنا أردوغان منذ بداية الازمة على استعراض عضلاته في الصياح، حتى تغلب على الديكة بميزتهم تلك، وكانت جميع خطبه العصماء تجاه سورية تؤكد الحالة الهيستيرية التي باتت تلازمه نتيجة فشله الذريع بتحقيق مآربه العدوانية، وطموحاته الشخصية الضيقة، وتشير ايضا الى مدى تخبطه لفقدانه ثقة الشعب التركي الصديق الذي يقف في وجه سياساته الهوجاء بعد ان غير البوصلة نحو الاتجاه الخاطئ، فهل تتعظ أردوغان؟. |
|