تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


استعداداً للشتاء..

حديث الناس
الخميس 11-10-2012
قاسم البريدي

بدأت رياح فصل الشتاء تهب علينا حاملة معها الأمل والتفاؤل بمواسم الخير والبركة والتي تغسل قلوب الناس بالمحبة وتنتظرها الأرض العطشى، لكنها أيضا تتطلب العمل والاستعداد لهذا الموسم لنستفيد من كل قطرة مطر ولنبعد عنا بعض المخاطر الطارئة المصاحبة

له نتيجة خلل المناخ العالمي إذ لم يعد هطول الأمطار وتساقط الثلوج و الصقيع منتظما ضمن معايير مألوفة وأوقات محددة.‏

وهذا العام بالذات لابد أن يكون الجهد مضاعفا لاستقبال الشتاء نظرا لأن الكثير من المناطق أصابها التخريب في البنية التحتية مما يضاعف الخطر المرافق للمطر والثلج واحتمال مداهمته بشكل معقد للمنازل والمرافق العامة والخاصة وقد تشكل السيول الجارفة خطراً على القاطنين قربها أو تغلق الطرق وتعطل الخدمات وسير الحياة الطبيعية، فضلا عن الحوادث التي قد تقع داخل البيوت كالحرائق أو الاختناق أوصعقة كهربائية نتيجة عدم التقيد بالإرشادات الصادرة عن الدفاع المدني أو الاستجابة لها.‏

ومن هنا فإن مديريات ودوائر الصيانة لابد وأن تستنفر أكثر وعلى مدار الساعة وتشغل هواتفها المعطلة سابقا إضافة لإصدار النشرات التوعوية بمشاركة وسائل الإعلام المختلفة بهدف رفع الحس والثقافة الوقائية لدى المواطن.‏

وحقيقة الأمر ان الشتاء من الفصول غير الاعتيادية لما يتخلله من أخطار ناتجة عن الحرائق بأنواعها والفيضانات وحوادث السير بسبب الانزلاقات والتدهور وانحسار مدى الرؤية وتكون الصقيع وغيره..‏

ولهذا تبرز أهمية التقيد بالإرشادات الصادرة عن الجهات الرسمية لاسيما الإطفاء والمرور لمنع وقوع تلك الحوادث والتي يكون غالبا ضحيتها الأطفال كونهم لا يدركون حجم المخاطر التي تحيط بهم وهم الأكثر تعرضا لها إضافة للأخطار الناجمة عن الأسلاك الكهربائية المكشوفة والأدوات والمشتقات البترولية القابلة للاشتعال واسطوانات الغاز والأدوات الحادة بمختلف أنواعها.‏

وإذا كانت المسؤولية في جانب منها تقع على عاتق الأهل ولهم الدور الأهم في مراقبة الأطفال أثناء فصل الشتاء سواء خلال فترة تواجدهم داخل البيت أو خارجه لاسيما أثناء الذهاب والعودة من المدرسة, فإن ذلك لا يعفي من المسؤولية دور الجهات الخدمية وتدارك ما فات بسرعة كإجراء الصيانة الدورية اللازمة للتمديدات الكهربائية و التأكد من فوهات تصريف المياه وخصوصاً تلك التي تتكرر بها الفيضانات دون حلول نهائية مما يؤدي إلى عرقلة المرور وتضرر المنازل القريبة منها.‏

ولابد من رفع جاهزية مديريات الدفاع المدني الميدانية بإجراء الصيانة الدورية اللازمة للمعدات خصوصا في المناطق البعيدة عن مراكز المدن وإطلاقها حملة توعية حرصا على سلامة الأرواح والممتلكات لاسيما للسائقين وضرورة تقيدهم بقواعد السير وعدم السرعة واخذ الحيطة والحذر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية