|
دمشق
في منطقة السومرية لا علاقة لها بالظروف الاستثنائية الحالية، ولذلك ننصح هذه الجهات بألا تحاول تعليق المشكلة على مشجب الأوضاع الاستثنائية التي يتفهمها أغلبية السوريين، ذلك أنه ليس هناك أي حاجز لقوات حفظ النظام، وليس هناك أي توقف للمركبات لدواع أمنية قد تعطي هذه الجهات الذريعة، ثم ان المشكلة قديمة وسابقة ولا تتصل بالحالة الاستثنائية الراهنة لا من قريب ولا من بعيد. ثانيا: لا بد من الاشارة الى أن المسافة التي تشهد الاختناق يوميا في ساعة الذروة (2,30 – 3,30) بعد الظهر – وقد تمتد الى الرابعة والنصف بعد الظهر – لا تتجاوز / 300 متر / وربما تصل الى / 500 متر /، غير أن تجاوزها الذي لا يحتاج الى أكثر من دقيقة في الحالات الطبيعية يمتد الى / 60 دقيقة / بل الى ما يزيد عن الساعة في أغلب الأيام !؟. لماذا عليك أن تقطع 500 متر في ساعة بدلا من دقيقة واحدة، وماذا يعني ذلك، وما الذي يرتبه عليك، وما حجم الخسائر المترتبة على الأفراد، والمؤسسات، والدولة، والبيئة، ولماذا لم تشخص الحالة، ولم يجر الاهتمام بالحل أو المبادرة اليه، واذا كان جرى ذلك، فما هي المعوقات، وبماذا اصطدمت، وهل تحتاج الى مزيد من الوقت (سنوات اضافية أخرى) كي تذلل ؟!. بنك التساؤلات التي تطرحها المشكلة لا يمكن اختزاله بما تقدم، بل هو بنك حقيقي يضم عشرات وربما مئات التساؤلات المشروعة التي ينبغي أن تستحوذ على عناية واهتمام الجهات صاحبة العلاقة قبل المواطن، ربما لأن حجم الضرر الذي يلحق بهذه الجهات، وجهات القطاع العام أكبر وأعظم بأضعاف مضاعفة عن حجم الضرر الذي يلحق بالأفراد والمؤسسات الخاصة، فضلا عن أن الواجب يرتب عليها القيام بالبحث عن المشكلات المماثلة وحلها بالسرعة الممكنة، وربما بالسرعة والدقة الفائقة. نعود الى حيث بدأنا، المنطقة المعنية تتكون من أوتستراد بعدة مسارات يفترض أنه يصنف في خانة الطرق السريعة فيه اشارة مرورية واحدة لا يلتزم بها الا القلة القليلة من مستخدمي الطريق الذي يعد المخرج الوحيد من دمشق الى الريف ومحافظة القنيطرة، حيث تقع ضاحية السومرية السكنية الى اليمين منه، وبضعة محلات يعتقد أنها غير مرخصة، ومؤسسة حكومية, ومنطقة سكنية عشوائية محدودة الاتساع، وكراج السومرية الشهير الذي يستقبل سيارات الخدمة والسفر من سورية الى لبنان والأردن وبالعكس، وعشرات خطوط السرافيس التي تخدم المدينة وتربطها بالريف. الكراج الذي أقيم ووضع بالخدمة قبل عدة سنوات أصلا أقيم ووضع بالخدمة من دون أن تستوفي اقامته الدراسة اللازمة لجهة الموقع، ولجهة تأمين مخارج ومداخل له تضمن الحركة الانسيابية للمركبات، وواضح أن الدراسة لو وجدت فانها لم تلحظ أهمية عدم تسبب الكراج بحدوث اختناقات أو أزمات مرورية بالمنطقة، أو أهمية عدم تسببه بترتيب أعباء اضافية على البيئة ومستخدمي الطريق، وعناصر شرطة السير، والجهات صاحبة العلاقة بتنظيم حركة الناس والمركبات باعتبارها منطقة تقاطع وتلاقي عدة خطوط لنقل الركاب والمسافرين. هذا التوصيف للمنطقة يساعدنا على فهم وتفهم الحالة (المشكلة)، ويساعد على الحل الذي يجب أن يبدأ من اعادة دراسة موقع الكراج والبحث في ايجاد مداخل ومخارج كفوءة له، ذلك أن أحد أهم أسباب الاختناق هو عدم توفر هذه المداخل والمخارج. الأسباب الأخرى لا تقل أهمية عن عدم توفر المداخل والمخارج للكراج، اذ أن التوقف الفوضوي للسرافيس وسيارات الخدمة سواء لالتقاط الركاب أو لتبادلهم يفاقم المشكلة مع عدم وجود عناصر مرورية كافية تضبط الحالة، ومما يزيد الحالة تفاقما وجود المحلات (ربما المخالفة) على يمين الطريق التي تشغل جزءا مهما منه، والتي يتوقف أمامها أصحاب المركبات لشراء علبة سجائر أو زجاجة عصير، ومما يفاقم المشكلة أكثر تقلص عدد المسارات في هذه النقطة، والتعثر غير المبرر لانجاز المنصف، وفوضى انتقال المركبات من المسارات المتدفقة باتجاه دمشق الى المسارات الخارجة من دمشق (على عين الجميع) بسبب وجود منصف وهمي بحص ورمل وأتربة ؟!. حتى الآن ربما لم نوفق برسم الصورة الحقيقية لحجم الفوضى والمعاناة في المكان، وقد يعتقد المسؤولون في الجهات التي ذكرناها أننا ربما نبالغ كثيرا في تقدير الزمن اللازم لقطع مئات الأمتار، ولذلك لا يسعنا الا أن نوجه الدعوة لهم للحضور الى المكان ومحاولة السير بمركباتهم هناك بالتوقيت المحدد المشار اليه ليتبينوا حجم المعاناة، وليتلمسوا حجم المبالغة ان وجدت. لن ننتظر حضور أصحاب الاختصاص الى المكان، ولن نبخل عليهم بتقديم مقترحات للحل، سهلة كانت أم معقدة، طموحة وخيالية مثالية كانت أم ممكنة وواقعية، لن نبخل بتقديمها ويمكن لنا أن نلخصها بالتالي: • استكمال انجاز المنصف و بالسرعة الممكنة. • تكليف عناصر مرورية كافية، وخاصة في ساعة الذروة المشار اليها. • ازالة الاشغالات على يمين الطريق بالسبل القانونية ومن دون ابطاء. • لا يمكن الابقاء على مدخل ومخرج كراج السومرية على حاله ولا بد من اعادة الدراسة بغرض احداث تغيير قد يكون جذريا ويستلزم خطوات جريئة. • يمكن احداث طريق التفافي أو عقدة طرقية لايجاد مخارج مريحة ومعقولة. • تحديد مسار واحد (أقصى اليمين أو المسرب اليميني) لسيارات الخدمة – سرافيس، باصات النقل الداخلي، السيارات القادمة من لبنان والأردن على نحو الزامي لا يقبل التهاون، ومنع هذه السيارات من استخدام المسارات الأخرى، ومنعها من التوقف بالمطلق الا داخل الكراج وعلى الرصيف المخصص لها. • منع المركبات الأخرى من استخدام مسار سيارات الخدمة والنقل الداخلي والسفر منعا باتا حتى لو كان فارغا تماما (التجربة مجدية ومختبرة في عواصم ومدن مكتظة – طهران نموذجا -). • وضع جسر المشاة الناجز بالخدمة فورا، ودراسة امكانية اقامة نفق أو جسر آخر للمشاة أمام مدخل ضاحية السومرية. • تعويض أصحاب المحلات المشار اليها أو جعلهم يختارون بين التعويض والدخول الى حرم الكراج باستثمار أو تملك محلات وأكشاك منظمة تقيمها المحافظة. ** تساؤلات وملاحظات على الهامش رغم أهميتها • استهلاك ساعة بدلا من دقيقة هو هدر للوقت لا يمكن أن يقدر بثمن رغم أننا لا نقيم وزنا للزمن ولا نحسن تقديره واستثماره. • المركبة تستهلك من الوقود في ساعة من الزمن 60 ضعفا وربما 120 ضعفا لما تستهلكه في دقيقة بسبب التوقف والاقلاع المتكرر. • المركبة تنفث من الغازات المركبة والضارة بالبيئة في 60 دقيقة 60 أو 120 ضعفا لما تنفثه في دقيقة، وهنا يمكن توجيه دعوة لوزارة البيئة والمهتمين والدارسين لقياس حجم الضرر البيئي الحاصل بسبب مشكلة مرورية. • اقتصاديا، يتكلف الأفراد والمؤسسات قيمة مادية لا يستهان بها بسبب هدر كميات من الطاقة (الوقود) بلا مبرر وبلا حاجة أو جدوى. • للباحثين الاجتماعيين والنفسيين أن يقيسوا حجم الضرر والألم النفسي الذي يسببه لهم مجرد التفكير بالتوقف القسري عن ممارسة الحياة الاعتيادية لمدة ساعة كاملة. |
|