|
واشنطن فيما يخص حل الازمة فيها تتكشف المزيد من الوقائع حول حقيقة التورط الامريكي الفاضح في هذه الازمة. وبعد حديث هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية وغيرها من المسؤولين في الادارة الامريكية عن اقتصار الدعم الامريكي للمجموعات الارهابية المسلحة في سورية على مساعدات انسانية وبعض المعدات التقنية في مجال الاتصالات كشفت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر أمس أن الجيش الاميركي ارسل سرا إلى الاردن وحدة من قواته الخاصة مؤلفة من أكثر من 150 عنصرا تضم مخططين واختصاصيين زعمت الادارة الامريكية انهم سيقومون بمساعدة القوات الاردنية في التعامل مع مسألة تدفق اللاجئين والاستعداد لاحتمال أن تؤدي الاوضاع فيها إلى توسع دائرة النزاع في المنطقة وفق تعبير الصحيفة. ووفقا للمراقبين فان الحديث عن وجود مثل هذه القوة الامريكية في الاردن وجهوزيتها للتدخل في سورية يثبت بشكل قاطع النيات الامريكية الحقيقية تجاه سورية والتي أعلنها بشكل واضح المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني قبل أيام خلال حديثه عن السياسة الخارجية الامريكية حيث أكد أنه سيزود المجموعات المسلحة التي تعيث خرابا ودمارا في سورية بالسلاح الثقيل. وأضافت الصحيفة ان هذه القوة الخاصة التي يترأسها ضابط امريكي رفيع المستوى تتخذ من مركز تدريب عسكري أردني في شمال عمان مقرا لها وتركز عملها بشكل كبير الآن على مساعدة الاردنيين على التعامل مع السوريين الذين غادروا بلادهم. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين امريكيين مطلعين على المهمة قولهم ان عمل القوات الامريكية يشمل أيضا وضع خطط لمحاولة حماية الاردن الحليف المهم في المنطقة وابعاده عما يحدث في سورية. ولفتت الصحيفة إلى ان القوة الامريكية المتواجدة بالقرب من عمان قد تلعب دورا أوسع من شأنه أن يغير السياسة الامريكية خصوصا وأنها تتمركز على بعد أقل من 35 ميلا من الحدود السورية ما يجعلها أقرب نقطة تواجد عسكري اميركي من سورية. وعلى الرغم من أن مسؤولين من البنتاغون والقيادة الوسطى في الجيش الاميركي التي تعنى بالعمليات العسكرية الاميركية في الشرق الاوسط اضافة إلى متحدث من السفارة الاردنية في واشنطن رفضوا التعليق على الموضوع نقلت الصحيفة عن جورج ليتل المتحدث الاعلامي باسم وزارة الدفاع الامريكية قوله: اننا نعمل بشكل وثيق مع شركائنا الاردنيين حول العديد من القضايا المتعلقة بسورية وكما قلنا سابقا فاننا نخطط لحالات طوارئ مختلفة سواء من جانب واحد أو مع شركائنا في المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن المهمة الامريكية في الاردن بدأت بشكل سري خلال هذا الصيف حيث نظمت الولايات المتحدة في شهر أيار الماضي عمليات تدريبية كبيرة في الاردن شارك فيها نحو 12 الف جندي من 19 دولة بما في ذلك قوات خاصة وبعد انتهاء هذه التدريبات ورغم الاعلان عن سحب المشاركين فيها بقيت القوة الامريكية وتم انشاء قوة خاصة في مركز تدريب شمال عمان تضم اختصاصيين في مجال الاتصالات وخبراء لوجستيين ومخططين ومدربين وموظفين في المركز وذلك وفقا لمسؤولين امريكيين كما تم تعيين مسؤول في مكتب وزارة الخارجية للسكان وشؤون اللاجئين والهجرة في تلك القوة. ويؤكد المراقبون أن الوقائع التي تتكشف يوما بعد يوم حول حقيقة التدخل الامريكي في سورية تكشف أن الاجندة الحقيقية التي تعمل الادارة الامريكية الحالية برئاسة باراك أوباما على تنفيذها سرا ومحاولة التغطية عليها علنا تقوم بشكل جوهري على تدمير سورية وزعزعة أمنها واستقرارها ودعم المجموعات الارهابية المسلحة التي تعمل على أراضيها وخصوصا في ظل التقهقر والاحباط الذي تعيشه أدوات تنفيذ المشروع الامريكي واستمرار صمود سورية قيادة وجيشا وشعبا في وجه هذا التآمر الحاقد. في غضون ذلك أقر وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا أمس بارسال الولايات المتحدة قوات إلى الاردن لتتمركز على الحدود الاردنية مع سورية وبناء مقرات لها هناك. وبرر بانيتا الخطوة الاميركية في كلمة خلال مؤتمر وزراء دفاع حلف شمال الاطلسي الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل نقلت وكالة اسوشيتد برس مقتطفات منها بالزعم: ان الهدف من ارسال هذه القوات هو تعزيز قدرات الاردن في حال حدوث ما وصفه بالتصعيد على الحدود والتعامل مع مسألة السوريين الموجودين على الاراضي الاردنية. واشارت الوكالة إلى ان الكشف الجديد الذي جاء باعتراف بانيتا نفسه يسلط الضوء على تصعيد في التدخل الاميركي العسكري المتزايد في الازمة في سورية في الوقت الذي تزعم فيه واشنطن انها لا تقوم باي تدخل مباشر فيها. من جانبه قال جورج ليتل المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان الاردن وافق على هذه الخطوة معتبرا انه لابد من وضع المزيد من الخطط للتعامل مع نتائج ما يجري في سورية. وكانت صحف اميركية كشفت ان دبلوماسيين اميركيين وعملاء في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية متمركزون في جنوب تركيا للاشراف على نقل الاسلحة إلى المجموعات الارهابية المسلحة في سورية وتقديم النصح لها. |
|